المجتمع

موظفة أسبانية تُفصل من عملها بسبب لتكرار وصولها المبكر إلى العمل

كتب – محمد السيد راشد 

في واقعة غريبة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط المهنية، تحولت عادة الحضور المبكر إلى العمل من ميزة يُكافأ عليها الموظف إلى سبب مباشر للفصل. القصة التي شهدتها مدينة أليكانتي الإسبانية تكشف عن جانب غير مألوف في علاقة الموظف بصاحب العمل، حيث اعتُبر الوصول المبكر جدًا “سوء سلوك جسيم” أدى إلى إنهاء عقد العمل.

تفاصيل القصة

بدأت الأحداث عندما اعتادت موظفة تعمل في شركة توصيل بمدينة أليكانتي على الوصول إلى مقر عملها بين الساعة 6:45 و7:00 صباحًا، رغم أن عقدها ينص على بدء العمل في الساعة 7:30. هذا السلوك أثار استياء مديرها، إذ رآه تجاوزًا غير مبرر، خاصة أن الموظفة لم تكن مُلزمة بأداء أي مهام قبل بداية وقت العمل الرسمي.

ورغم توجيه تحذيرات متكررة لها منذ عام 2023، تجاهلت الموظفة تلك التنبيهات واستمرت في الحضور المبكر، ما دفع الإدارة في وقت لاحق إلى فصلها بتهمة “سوء سلوك جسيم”.

موقف القضاء الإسباني

لم تتقبل الموظفة قرار الفصل، فلجأت إلى محكمة أليكانتي للشؤون الاجتماعية للطعن فيه. غير أن المحكمة أيدت موقف الشركة، معتبرة أن تجاهل الموظفة للتحذيرات المتكررة أثر سلبًا على علاقة الثقة والولاء بين الطرفين.

وجاء في نص الحكم أن السلوكيات المنسوبة إلى الموظفة تُشكل خطورة كافية لتُعتبر خيانة للأمانة وعصيانًا، وهو ما يبرر إنهاء علاقة العمل بشكل نهائي.

دلالات الواقعة

تكشف هذه القصة أن الالتزام بمواعيد العمل لا يقتصر على تجنب التأخير فقط، بل يشمل أيضًا احترام وقت بدء الدوام كما هو منصوص عليه في العقود. فالوصول المبكر جدًا قد يُفسر على أنه تجاوز غير منضبط يخل بآليات العمل ويؤثر على الانسجام داخل المؤسسة.

مفهوم الانضباط الوظيفي

القضية تفتح باب النقاش حول مفهوم الانضباط الوظيفي، وتؤكد أن الثقة بين الموظف وصاحب العمل تُبنى على الالتزام بالقواعد المحددة في العقود. وفي حين قد يبدو الحضور المبكر سلوكًا إيجابيًا، إلا أن الإفراط فيه دون تنسيق مع الإدارة قد يتحول إلى مشكلة تُهدد استقرار علاقة العمل.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى