إيران تهدد الاحتلال الإسرائيلي باستكمال خطة قاسم سليماني
“حلقة النار المزدوجة” تعود إلى الواجهة

كتب – محمد السيد راشد
عاد اسم قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني الراحل، إلى الواجهة من جديد بعد تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، كشفت فيه عن “تهديد إيراني متصاعد” على الحدود الشرقية لإسرائيل. التقرير يؤكد أن طهران لم تتخل عن الخطة الاستراتيجية التي وضعها سليماني قبل اغتياله عام 2020، والتي تهدف إلى تطويق إسرائيل بـ حلقة مزدوجة من الصواريخ والطائرات المسيّرة والقوات البرية، في إطار ما وصفته الصحيفة بـ “الحرب الباردة” التي تديرها إيران ضد الاحتلال.
إعادة انتشار عسكري إسرائيلي على الحدود الشرقية
بحسب الصحيفة، بدأ الجيش الإسرائيلي تنفيذ خطة واسعة لإعادة نشر قواته على الحدود الشرقية، تشمل إعادة تشغيل مواقع عسكرية مهجورة سابقًا، وإنشاء خمسة ألوية جديدة من قوات الاحتياط.
وتتولى “فرقة جلعاد” – التي تأسست حديثًا – مسؤولية حماية القطاع الشمالي من الحدود الشرقية، بعد أن كانت هذه المنطقة تحت سيطرة لواء غور الأردن فقط. أما القطاع الجنوبي فيقع تحت مسؤولية فرقة “إدوم 80” التابعة للقيادة الجنوبية.
خطة سليماني… “حلقة النار المزدوجة”
توضح يديعوت أحرونوت أن مفهوم الدفاع الإسرائيلي الجديد يعتمد على رؤيتين استراتيجيتين:
الرؤية الأولى: استمرار الخطة الإيرانية
ترى إسرائيل أن إيران ما زالت متمسكة بخطة قاسم سليماني، القائمة على:
- تطويق إسرائيل بصواريخ دقيقة وطائرات مسيّرة.
- دعم قوات برية متحالفة معها يمكنها التسلل إلى الداخل.
- تنفيذ هجوم منسق يهدف – وفق التقديرات الإسرائيلية – إلى “إنهاء وجود إسرائيل بحلول عام 2040”.
الرؤية الثانية: تأثير هجوم حماس في أكتوبر 2023
الهجوم المفاجئ الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023 أربك الحسابات الإيرانية، ودفع إسرائيل إلى اعتبار الأردن مسارًا محتملاً لأي هجوم مستقبلي، ما جعله “تهديدًا مركزيًا” في الاستراتيجية الدفاعية الجديدة.
تهديد محتمل عبر الأردن وسوريا
تقول الصحيفة إن المجموعات القادرة على تنفيذ هجوم من الأراضي الأردنية أو جنوب سوريا تشمل:
- فصائل المقاومة الشيعية في العراق
- الحوثيين في اليمن
وتشير التقديرات إلى إمكانية وصول مجموعات مسلحة عبر مركبات “بيك أب” من العراق إلى الحدود الأردنية خلال ساعات قليلة، ثم التقدم نحو:
- جسر اللنبي
- جسر آدم
- مناطق جنوب بحيرة طبريا
- وسط غور الأردن
وهي نقاط يمكن من خلالها التوجه مباشرة نحو القدس.
غرفة عمليات مشتركة في بغداد والأردن
وبحسب تقرير لصحيفة “الأخبار” اللبنانية، المقربة من حزب الله، فإن هناك غرفة عمليات مشتركة تضم فصائل المقاومة في بغداد والأردن، ويعمل فيها نحو 8,000 عامل يمني، يُعتقد أن مئات منهم ينتمون إلى الحوثيين، ما يعزز المخاوف الإسرائيلية من تنسيق إقليمي واسع.
قلق اسرائيلي
التقرير الإسرائيلي يعكس حالة القلق المتصاعدة داخل المؤسسة الأمنية في تل أبيب، في ظل اعتقادها بأن إيران تسعى لاستكمال مشروع سليماني رغم اغتياله، وأن الحدود الشرقية – التي كانت تُعد هادئة لعقود – قد تتحول إلى جبهة تهديد جديدة في أي مواجهة مقبلة.



