البرهان يصل الرياض في زيارة رسمية وسط جهود سعودية و أمريكية لوقف الحرب في السودان

كتبت – د.هيام الإبس
وصل رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى العاصمة السعودية الرياض، في زيارة رسمية تأتي بالتزامن مع تحركات سعودية و أمريكية مكثفة لدفع مسار السلام وإنهاء الحرب في السودان.
وصل رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، اليوم الإثنين، إلى العاصمة السعودية الرياض، في زيارة رسمية، حيث كان في استقباله نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبدالعزيز، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية «واس».
وتأتي زيارة البرهان إلى الرياض في ظل حراك إقليمي ودولي متسارع تقوده المملكة العربية السعودية، بهدف دعم جهود إنهاء الحرب المستمرة في السودان، وتهيئة الأرضية لمسار سياسي يضع حداً للأزمة التي تشهدها البلاد منذ أشهر.
وكان البرهان قد أشاد، خلال نوفمبر الماضي، بمبادرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الهادفة إلى تحقيق السلام في السودان، مؤكداً أن مجلس السيادة يتعامل مع هذه المبادرة بما يسهم في إنهاء الصراع بطريقة تحقق تطلعات السودانيين وتجنب البلاد مزيداً من الدمار والانقسام.
وهذه هي الزيارة الرسمية الثانية للبرهان إلى المملكة خلال العام الحالي، وكانت الأولى في مارس الماضي، بعد أسبوع واحد من استعادة الجيش للقصر الجمهوري من أيدي قوات الدعم السريع، وإعلان السيطرة الكاملة على العاصمة الخرطوم، حيث أجرى مباحثات مع ولي العهد السعودي، تتعلق بترقية وتطوير العلاقات السودانية السعودية وتقوية آفاق التعاون المشترك.
وقال البرهان، خلال اجتماع سابق مع كبار ضباط القوات المسلحة السودانية، إن المتضررين من الحرب ينظرون بتقدير إلى الجهود السعودية، معتبرًا أن المبادرة المطروحة تمثل فرصة حقيقية للخروج من دائرة العنف واستعادة الاستقرار.
في السياق ذاته، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في 20 نوفمبر الماضي، عزمه العمل على إنهاء الحرب في السودان، بعد طلب من ولي العهد السعودي التدخل لدفع الحل السياسي.
وأكد ترمب، خلال منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي المنعقد على هامش القمة السعودية الأمريكية أن إدارته بدأت دراسة الملف السوداني بشكل عاجل عقب مناقشته مع القيادة السعودية.
وتنخرط السعودية ضمن المجموعة الرباعية الدولية “السعودية، مصر، الولايات المتحدة والإمارات”، في جهود بحث حلول لأزمة الحرب السودانية المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع لقرابة الثلاث سنوات، وقد طرح ولي العهد السعودي خلال زيارته للولايات المتحدة مؤخراً الأزمة على طاولة الرئيس دونالد ترامب، والذي أعلن البدء في العمل لإيجاد حل عاجل، فيما تتفاقم الأوضاع على الأرض بعد اكتساب الدعم السريع أراضٍ جديدة في إقليم كردفان.
وظلت السعودية تؤكد موقفها الثابت تجاه دعم أمن السودان واستقراره، ووحدة أراضيه، كما ظلت تدعو الأطراف السودانية إلى تغليب مصلحة السودان على أي مصالح فئوية، وتجنيبه مخاطر الانقسام والفوضى.
وتعكس زيارة البرهان للرياض استمرار التنسيق السوداني السعودي حول ملف السلام، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لإنهاء الحرب ومعالجة التداعيات الإنسانية والسياسية التي ألقت بظلالها على الأوضاع في السودان.”..



