الصراط المستقيم

المراحل الخمس التي يمر بها الإنسان في يوم وفاته

الموت حقيقة لا جدال فيها، مهما طال العمر أو قصر، سيأتي اليوم الذي يواجه فيه الإنسان لحظاته الأخيرة. الدكتور مصطفى محمود يصف هذه اللحظات بدقة بالغة، كاشفًا عن مراحلها الخمس التي يمر بها كل إنسان في يومه الأخير، لتكون بمثابة تذكير قوي بضرورة اليقظة والوعي قبل فوات الأوان.

المرحلة الأولى: يوم عادي… لكنه الأخير

يبدأ اليوم وكأنه طبيعي، استيقاظ، عمل، تفاصيل يومية مألوفة. لكن في السماء صدر أمر لا يعلمه أحد: “اليوم تُقبض روح فلان”. هنا تبدأ الملائكة في النزول استعدادًا للحظة الحاسمة، بينما الإنسان يواصل يومه دون إدراك.

المرحلة الثانية: خروج الروح

يتقدم ملك الموت ليبدأ رحلة نزع الروح تدريجيًا من القدمين صعودًا إلى الجسد. يشعر الإنسان وكأنه يغرق في غيبوبة، فيما تتسرب الحياة من داخله ببطء شديد.

المرحلة الثالثة: عند التراقي

حين تصل الروح إلى الترقوة، تصف الآية الكريمة المشهد:

“كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ۝ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ” (القيامة: 26-27) هنا يدرك الإنسان أن النهاية قد حانت، ويبدأ الوعي الصادم: “أنا بموت… هذه ليست وعكة، إنها النهاية فعلاً”.

المرحلة الرابعة: عند الحلقوم

تفتح العين على عالم آخر، يرى الإنسان الملائكة ومن سيأخذ روحه، بينما من حوله لا يشعرون بشيء. كما جاء في قوله تعالى:

“فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ۝ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ۝ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ” (الواقعة: 83-85)

المرحلة الخامسة: الإدراك بعد فوات الأوان

في هذه اللحظة يدرك الإنسان أنه كان في غفلة، وأن النهاية حتمية:

“لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ” (ق: 22) لكن الإدراك يأتي متأخرًا، بعد أن انتهى كل شيء.

الدروس المستفادة

هذه المراحل الخمس ليست مجرد وصف، بل رسالة قوية: عش يومك كأنه الأخير، لا تغفل عن الموت، وحافظ على قلبك حيًا بالإيمان واليقظة. فالغفلة قاتلة، أما الوعي فهو حياة.

من اختارات الشيخ محمود السحلي 
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى