الصراط المستقيم

التحذير من بدع شهر رجب

إعداد الشيخ / محمد محمود عيسي

شهر رجب من الأشهر الحرم التي عظّمها الله تعالى في كتابه، وهو شهر له مكانة خاصة في نفوس المسلمين، لكن هذه المكانة لا تعني أن يُخصّص بعبادات أو أعمال لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام. ومن هنا تأتي أهمية التذكير بضرورة الالتزام بما ثبت في السنة الصحيحة، والحذر من البدع التي انتشرت بين الناس في هذا الشهر.

الصيام في رجب

لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أي حديث صحيح أو حسن يخص صيام أيام معينة من شهر رجب، سواء اليوم الأول منه أو الأيام الثلاثة الأولى أو يوم السابع والعشرين أو غيرها. والصيام المشروع فيه هو ما يصح في سائر الشهور الهجرية، مثل صيام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، أو صيام الأيام البيض في منتصف الشهر.

تخصيص ليالي رجب بالقيام أو الدعاء

لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تخصيص ليلة معينة من شهر رجب بقيام أو دعاء مخصوص. كما أن الدعاء المشهور: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان» لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي لا يُعد من السنة.

الإسراء والمعراج

لم يثبت أن حادثة الإسراء والمعراج وقعت في ليلة السابع والعشرين من رجب، بل إن أقوال العلماء في تحديد موعدها متعددة، وأضعفها القول بأنها في رجب. لذلك فإن تخصيص هذا اليوم بالصيام أو الاحتفال أمر غير صحيح ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الراشدون ولا الصحابة الكرام ولا السلف الصالح احتفلوا بليلة الإسراء والمعراج، بل لم يُعرف موعدها على وجه التحديد. وعليه فإن الاحتفال بها بدعة محدثة لا أصل لها في الدين.

بدع أخرى مرتبطة برجب

من البدع المنتشرة ما يُسمى بـ “خميس رجب” أو “جمعة رجب الأولى” أو “الرجبية”، وكذلك تخصيص العمرة في شهر رجب أو زيارة المقابر في أول خميس أو أول جمعة منه. كل ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. كما أن الحديث المنسوب إليه: «خمس ليال يقبل الله فيهن الدعاء: ليلة الجمعة، وأول رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة الأضحى» حديث لا يصح.

سبيل النجاة

إن الالتزام بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم هو سبيل النجاة، والابتعاد عن البدع هو طريق السلامة. فليحرص المسلم على اتباع السنة، وليجعل عباداته خالصة لله تعالى، بعيدًا عن المحدثات التي لم يأذن بها الله ولا رسوله. والله مطلع على أعمالنا، يعلم نوايانا، ويسمع أقوالنا، وهو أعلم بما في القلوب.

الشيخ / محمد محمود عيسى

منشاة سلطان – منوف – المنوفية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى