الصراط المستقيم

حصريا: وضوح تحاور الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين

حوار عبر تطبيق"الماسنجر"

أجرى الحوار:هاني حسبو.حصريا: وضوح تحاور الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين 2

إيمانا منا بوجوب نصرة قضايا عالمنا الإسلامي وعلى رأسها القضية الأم وهي “القضية الفلسطينية” خصوصا بعد القرارات الأخيرة للإدارة الأمريكية بعزمها نقل سفارتها للقدس تمهيدا للاعتراف بها كعاصمة لدولة الكيان الصهيوني كان لنا هذا الحوار مع واحد من الشخصيات المهمة في تاريخ المقاومة الفلسطينية وهو الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل فلسطين حيث تواصلنا معه عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك وأجاب على أسئلتها بكل وضوح وشفافية وأرسلها إلينا مكتوبة.

وفيما يلي نص الحوار:

كيف ترى حال القدس في ظلّ غطرسة الإحتلال الإسرائيلي؟
في ظل الوضع العربي المتردّي، وفي ظل تداعيات أوسلو المأساوية ورفض الإحتلال وقف بنود اوسلو التفاوض على القدس إلا بعد خمس سنوات من توقيع اوسلو 1993 حيث وبعد 25 سنة قام الإحتلال بتغيير كل معالم القدس السكانية والجغرفاية والتاريخية عبر بناء معصم من المستوطنات حول القدس ومعصم من الكنس والمعابد حول الاقصى وحفر الانفاق الرهيبة تحت المسجد الأقصى وفي محيطة. كان لاتفاقية اوسلو الأثر القاتل على صمود القدس وأهلها.
وكان للثورات المضادة لثورات الربيع العربي والعلاقات السرية والعلنية بين هذه الانظمة وبين الكيان الصهيوين الدور السبي جدا في خذلان القدس وأهلها، برز ذلك جليا في الكشف عن صفقة القرن واعلان ترامب يوم 6-12-2017 عن القدس عاصمة اسرائيل الابدية والموحدة ، حيث تبين موافقة ودعم انظمة عربية لهذا المشروع الأمريكي.

لكنها القدس كانت دائما عصية على كل احتلال وعلى كل المتآمرين وسنظلّ كذلك، وما هبّة باب الأسباط والرباط المبارك بين 16-27\7\2917 وإفشال نصب البوابات الإلكترونية والكاميرات، إلا خير شاهد على أنّ القدس وكما شهدت مرور احتلالات كثيرة لها بلغت سبع عشر احتلالا، فإنها ستبقى هي القدس وسيرحل الاحتلال الاسرائيلي الثمن عشر كما رحل الذين من قبله.

قرار واشنطن بنقل سفارتها للقدس، أسبابه وتداعياته؟
قبل إذ يغادر 54 زعيما عربيا ومسلما الرياض في نسيان 2017 لما اجتمعوا هناك بدعوة سعودية ، فقد كانت طائرة ترامب تخط في تل أبيب، وكانت اول خطوة قام بها هي الصلاة عند حائط البراق الشريف باعتباره حائظ مبكى عند اليهود.
ولم تنته سنة 2017 إلا وترامب يتوجه بقراره يوم 6\12\2017 بإعلان القدس عاصمة إسرائيل الأبدية والموحدة ونقل سفارة أمريكا من تل أبيب ألى القدس. مساء الجمعة 23\2\2017 كان اعلان الخارجية الأمريكية عن يوم 14\5\2-18 موعدا لنقل السفارة رسميا الى القدس لتكون القنصلية الحالية مقرا للسفير الى حين بناء مقر جديد للسفارة. واعتبر ترامب هذا التوقيت ونقله نتنياهو مباركة لاسرائيل ويوما واحدا قبل يوم 15-5-2015 ذكرى نكبة شعبنا الفلسطيني وإعلان إقامة إسرائيل عام 1984.
ليست خطورة القرار تكمن في انحياز امريكا السافر ولا في اعلان وفاة اسلو الذي ترعاه أمريكا، ولكن الخطورة تكمن في موافقة زعماء عرب على هذه الخطوة واطلاعهم عليها  كما أعلن نتنياهو بنفسه  أن ذاك معلوم خلف قرار ترمب يقف نائبه “مايك بنس” وتيار الانجيليين الاصوليين في أمريكا الذين يؤمنون بقرب نزول المسيح المخلص الذي لن ينزل إلا في أرض يحكمها اليهود، لذلك فإن دعمهم لاسرائيل له أبعاد دينية عقائدية، فهم يريدون بقاء اسرائيل قوية على امل ان تتحقق آمالهم بنزول المسيح المخلص.
مع الأسف أنّ القناعات الدينية هي التي تحكم السياسة الأمريكية وأكثر منها الاسرائيلية،  لكنها القدس فضحت شاور والصالح إسماعيل من تواطئا مع الصليبيين عليها وستفضح اليوم كل أصحب الجلالة والفخامة الذين يتواطئون عليها مع أمريكا وإسرائيل..

هل تعوّلون على الشعوب لنصرة القضية الفلسطينية ؟
أنّ قضية القدس خصوصًا والقضية الفلسطينية عموما هي ليست ليست قضية الفلسطينيين بل إنها قضية كل العرب وكل المسلمين مع انها ليست قضية 13 مليون فلسطيني، ولا هي قضية 400 مليون عربي وإنما هي قضية 1.7 مليار مسلم، كلهم لهم حق بها، فهي القبلة الاولى ومسرى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
وإنّ شعوبنا المباركة ورغم تخاذل الأنظمة إلا إنها ستظل وفيّة للقدس ولفلسطين، صحيح ان الثورات المضادة  صبّت بشكل أساسي في خدمة المشروع الصهيوني، وهذه الثورات قد غيرت الاولويات عند الشعوب مؤقتا، حيث بات همّ الشعوب هو استرجاع حقوقهم في اختيار من يحكمهم ، لكنها حتما وبعد رجوع حقهم فإن بوصلة شعوبناالخيرة ستعود لتوجه نحو القدس وفلسطين.

نريد تعريف القراء بالحركة الإسلامية داخل فلسطين؟

بعد نكبة شعبنا الفلسطيني عام 984 أي قبل 70 سنة بالتّمام والكمال، ومع تهجير قريبا من 900000 ألف فلسطيني وهدم قريبا من 539 مدينة وقرية، فلم يتبق داخل فلسطين إلا 154000 فلسطيني موزعين على مناطق الجليل شمالا ومنطقة المثلث في الوسط ومنطقة النقب جنوبًا ومنطقة الساحل حيث المدن التاريخية عكا، حيفا، يافا، اللد والرملة.
من أبرز مظاهر هذه المرحلة سلبية غيابات القيادات السياسية والدينيةلأهل الداخل الفلسطيني،لان هذه القيادات إما أنها قتلت او انها هاجرت لانها كانت تقود المقاومة وهي تعلم موقف الاحتلال منها. حتى المساجد كانت تفتقر لائمة أصحاب كفاءات وهذا لم يكن متوفرا، حتى العلماء أصحاب الدراسات الشرعية كانوا عملة نادرة.
مع وقوع النكسة العربية عام 1967 واحتلال القدس الشرقية والضفة الغربية وسيناء والجولاء، ومع كل الشر الذي كان إلا أن خيرا ساقه الله تعالى حيث كان ها سببا في تواصل من بقي من أهل فلسطين بعد النكبة ولأول مرة مع عمقهم الفلسطيني والعربي والاسلامي في القدس، الضفة وغزة، فكان دخول الكتب الدينية والمصاحف الشريفة، ثم كان دخول الدعاة من اهل الضفة الغربية والقدس وغزة إلى الداخل الفلسطيني مطلع السبعينات.
كانت هذه عناصر أساسية لنهضة دينية وصحوة مباركة في الداخل الفلسطيني، كانت أبرز ملامحا في توجه شبان لدراسة العلوم الشرعية في الضة الغربية والقدس الشريف، كان اولهم المرحوم الشيخ عبدالله نمر درويش ثم وبعده بسنوات كان الشيخ رائد صلاح وآخرين.
حملت هذه الصحوة أسماء كثيرة وتعريفات مختلفة في بداياتها إلى ان كان تعريفها ومشروعها الأبوز “الحركة الإسلامية” بعد خروج من كانوا في السجن من الاخوة، وكان ذلك عام 1983، حيث اتسعت وانتشرت مظاهر الصحوة الدينية وتاضحت أكثر فاكثر هوية الحركة الاسلامية، وقد أقامت الواجهات الادراية والتربوية والتنظيمية، ثم اقامت المؤسسات والجمعيات التي عملت في كافة مناحي الحياة الثقافية، الاعلامية، الصحية، الاغاثية وغيرها..
حتى كان عام 1996 حيث وقع انقسام في الحركة الاسلامية على خلفية رغبة اخوة بخوض انتخابات الكنيست الصهيوني، كان في مقدمة هؤلاء الاخوة المرحوم الشيخ عبدالله نمر درويش، بينما عارض ذلك وخالفه الشيخ رائد صلاح والشيخ كمال الخطيب وآخرون. قاد الشيخ رائد صلاح الحركة الاسلامية، وتشرّفت أنني كنت نائبه منذ العام 1996 حتى كان القرار الإسرائيلي الظالم بحظر الحركة الاسامية وإخراجها عن القانون وحلّ جمعيّاتها وإغلاق مؤسساتها ومصادرة أموالها بل واعتبارها تنظيما إرهابيا يوم 17-11-2015.
افتخرت الحركة الاسلامية قبل حظها بأنها كانت تتبثنى المشروع الإسلامي الوسطي والشمولي، واعتزت بأنها ربّت أبناءها وآمنت بنظرية التغيير التي تبدأ من الفرد المسلم ثم البيت المسلم ثم المجتمع المسلم وصولا إلى الأمة المسلمة.

تأثير اعتقال الشيخ رائد صلاح على مستقبل المشروع الإسلامي؟
مع التذكير بالقرار الظالم بحظر الحركة الاسلامية، وإخراجها عن القانون يوم 17\11\2015 ومنع أبنائها من ممارسة أي نشاط ثم اعادة اعتقال الشيخ رائد صلاح وما يزال معتقلا، إلا أننا على يقين بأن المشروع الاسلامي هو اطول عمرا من المشروع الصهيوني وأكثر تجذرا في هذه الأرض . صحيح أن القرار كان جارفا وقاسيا، لكننا قلنا وسنظل نقول أن نتماءنا للحركة الاسلامية يومها كان من اجل خدمة الاسلام، فلم تكن الحركة الاسلامية إلا وسيلة لخدمة الغاية العظمي وهو الاسلام، وسعينا لرضى الله سبحانه وخدمة ديننا وشعبنا، فإذا حظرت الحركة الاسلامية فإننا سنظلّ مسلمين نعمل للإسلام وننصره بكل وسيلة وفرصة بإذن الله تعالي، لا نقيل ولا نستقيل.
لا شكّ أن للشيخ رائد مكانته وتأثيره على أبناء المشروع الاسلامي خصوصا، وأبناء المجتمع الفلسطيني في الداخل عموما، لكنني أجزم بأنّ مسيرة ومشروع شعبنا سيمضي إلى الامام وإنّ قناعات وثوابت الشيخ رائد يؤمن بها كثيرون من ابناء شعبنا ولن يفرطوا بها.

هنا ومن رحاب المسجد المسجد الاقصى ومن رحاب القدس وفلسطين فإنه سلام الحب والاخوة لكل الخيّرين من ابناء امتنا لأقول لهم بضرورة الثقة بالله وعدم اليأس والإحباط من سوء الحال الذي نعيشه، وإنّ ما تمرّ أمتنا فقد سبق ومرّت بأسوأ واصعب منه، لكنها تجاوزته، وكما تحدث التاريخ يوما بلغة الماضي عن احتلال صليبي بشع وعن غزو مغولي وحشي بعد ان مرّعنا انوفهم في تراب حطين وتراب عين جالون في ارض جالوت فإنه وقريبا باذن الله تعالي سكتب التاريخ بلغة الماضي عن احتلال اسرائيلي بغيض حثم على صدر القدس والمسجد الاقصى، ولكن قبل هذا ستكون شعوبنا قد أطاحت بكل عماء وعكاكيز أعداء الإسلام (ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم، وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.