تصريحات ياسر برهامى تثير الصراع بين الصوفيين والسلفيين
كتبت:نرمين سيد
تصريحات ياسر برهامى تثير الصراع بين الصوفيين والسلفيين مره اخرى بعد ان هاجم فيها الصوفيين ووصفهم بأن منهجهم بدعة وشرك ويتخذون قبورهم مساجد.
لم يكن هذا الصراع وليد اليوم بل له جذوره التاريخية، فالفكر السلفي يرى أن التصوف بدعة في الإسلام، وينتقد الممارسات الروحية للصوفية كونها أنواعا من الشرك والكفر، ومن أبرز ذلك، بناء المزارات والقيام بزيارتها والاحتفال بالمناسبات الدينية بأنواع مختلفة من الغناء والرقص الصوفي. ويؤكد بعض قيادات السلفيين أن الفكر الصوفي يتشابه مع المذهب الشيعي، وهذا التشابه نابع من الغلو في الصالحين والأولياء، فالطرق الصوفية بالنسبة لهم عابرة للقارات، وتسعى إلى تحقيق الفوضى الخلاقة وتحركهم الولايات المتحدة، كما يستمدون أموالهم من إيران. ويرى البعض أن الصراع يعود إلى عصر ابن تيمية، ويعتبر الصوفيون” الحلاج” قاضي بغداد هو أول شهداءهم والذي قتل عام 309 هـ- 922 م، وذلك بعد أن تم تكفيره من العلماء، وقال ابن تيمية- والذي تعتبره السلفية باعث النهضة الإسلامية-: من اعتقد ما يعتقده الحلاج من المقالات التي قتل الحلاج عليها فهو كافر مرتد باتفاق المسلمين، فإن المسلمين إنما قتلوه على الحلول والاتحاد ونحو ذلك من مقالات أهل الزندقة والإلحاد ولذلك يعتبر الصوفيون ابن تيمية كافرا، ويتهمون معتنقي أفكاره ومنهجه من الوهابيين بالكفر والتنطع، واستمر الصراع بينهم على هذا الحال. وفي مصر شهدت حقبة التسعينيات من القرن الماضي أشد المواجهات بين الصوفية والسلفية ووصل الأمر إلى أن الصوفية حرموا التعامل مع السلفية أو مصاهرتهم، بل إن بعض الصوفيون تبرأوا من أبنائهم الذين اعتنقوا الفكر السلفي. وبعد ثورة 25 يناير وظهور السلفيين القوي على الساحة تجدد الصراع مرة أخرى، وبدأت الحرب أو الفتنة بين الجانبين .
ومع كل احتفال بمولد أحد أولياء الله الصالحين أو آل البيت يجدد الصراع بين مشايخ الصوفية، وعدد من أبناء التيار السلفي، حيث يعلن أبناء السلفية مواجهة الاحتفالات من خلال التواجد أمام ساحة المسجد ومنع الطقوس التي يصفونها بالخرافات، فيما يرد مشايخ الطرق باستمرار الاحتفالات.
وأكد الشيخ علي أبو النجا أستاذ العقيدة في جامعة الأزهر أن الخلاف بين السلفيين والصوفيين قديم جدًا، مؤكدا أن الفريق الأول ينظر للأخير بوصفه مشرك، أو كافر، لأنه يتبرك بالأضرحة ويرفع آل البيت وأولياء الله الصالحين لمراتب الأنبياء والصحابة، بل يرفعون بعض مشايخهم إلى مرتبه الإله، مما يستوجب قتالهم وقتلهم، فيما يرى الصوفيون أن السلفيين متشددون، ولا يفهمون صحيح الإسلام، ويكذبون على الرسول، من خلال أحاديث موضوعة أو إسرائيليات، وأنهم يعملون لحساب الحكام، ويتخذون من مبدأ التقية دستورًا لممارسة الدعوة، وأشار إلى أن الجانبين لديهما أفكار مغلوطة، ويجب التصدي لهما من جانب الأزهر.