اعترافات صريحة بالقصور في قصور الثقافة المصرية
كتبت: هبة راضي
تهدف قصور الثقافة المنتشرة في شتى بقاع مصر الى تنمية المواهب الفنية، والأدبية سواء كتابية أو غنائية، من خلال عقد الأمسيات الفنية، والأدبية حتى تساعد على تخريج دفعة جديدة من الأدباء والفنانين . بالاضافة لمساعدتهم فى نشر أعمالهم الفنية من شعر..نثر.. قصة قصيرة أو رواية مجانا. لكن الوضع اختلف بعد الأزمات السياسية التي تشهدها البلاد وتراجع دور قصور التقافة كثيرا .
ولمعرفة أسباب هذا التراجع التقت ” وضوح ” مع مدير قصر ثقافة بهتيم ، ومع مجموعة من المواهب الجديدة لمعرفة الوضع الراهن.
يقول طارق فؤاد مدير القصر: لقد خرج قصر الثقافة مواهب كثيرة فى كافة المجالات الفنية، وكانت تعقد الأمسيات الشعرية بانتظام كل أسبوع لعرض الأعمال الأدبية سواء شعر أو قصة قصيرة، ودراستها مع نقدها حتى يتعلم الكاتب الشعر أو القصة القصيرة أو الرواية بدقة، واعطائه أعمال أدبية لكبار الأدباء العرب أو الغربين حتى نخرج موهبة حقيقية.
ويضيف: كان قصر ثقافة بهتيم فيما مضى يعج بزواره من أدباء شباب أو نقاد في الأدب كل شاغلهم تخريج المواهب الشابة للنور مع توفير فرص الكتابة في المجلات الأدبية تحت رعاية قصر الثقافة. وكانت تجرى بروفات المسرحيات الفنية التي كتبها الموهوبين في الصالون الفني… مع توفير الإمكانات الازمة من الآلات عزف أو ملابس لشخصيات الفنانين الذين يقومون بتجسيد شخصيات المسرحيات التي تجسد أعمال شكسبير أو الأعمال المسرحية القديمة، ولكن بروح العصر…
عزوف الشباب
من جانبه يقول دكتور محمد حلمي وهو فنان تشكيلي، وروائي وأستاذ بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان: هناك خلل في تنظيم العمل بقصر ثقافة بهتيم فمع انحسار الميزانية التي تخصص للأنفاق على الأعمال الفنية، ومع قلة عدد الأدباء الناشئين لم يعد يحضر الكثير من النقاد أمثالي . فقصر الثقافة الآن أصبح ملتقى للأدباء الكبار يناقشون فيه أعمالهم الأدبية فقط، وعدم اقبال الأدباء الجدد جعلني أتوجه لأماكن أدبية أخرى.
مجرد أطلال
وأما الدكتور صديق عطية شاعر ومؤلف أدبي والاستاذ في كلية الآداب جامعة 6 أكتوبر: لقد تبدل قصر ثقافة بهتيم عن ذي قبل فكنا نشترك في تخريج كتاب يحتوي على مجموعة من الأشعار للأدباء الشباب تحت اسم أقلام أدبية. كما أصدرنا جريدة بعنوان “المصريون” كانت متنفس للأدباء لتخريج أعمالهم بصورة جديدة، برئاسة الصحفية سميرة الديب رئيسة قسم الحوادث بجريدة المساء، لكن الآن الوضع أصيب في انتكاسة واضحة مع قلة الأدباء وقلة الموارد النقدية ليصبح القصر أطلال للأعمال الفنية الماضية.
وصرح الاستاذ عبد الناصر أحمد مدير فنى في احدى شركات المقاولات بشركة كبرى بالعاشر من رمضان: كانت الدورة لرئاسة النادي الأدبي تعقد كل أربعة أعوام لتجديد روح الأبداع، وبالفعل نجحت الفكرة، وصارت مستحبة للأدباء الكبار، والأدباءالناشئين. ولن أنسى المناقشات الحادة بيننا حتى نخرج شاعر أو قاص مبدع لكن بالطبع الوضع اختلف مع عدم وجود رقابة دورية على سير العمل هناك.. فقد صمتت الآت الإيقاع من الدرمز، والدفوف التي كانت تصدع رؤوسنا أثناء سير الندوة الأدبية، ولكنها كانت أيام لا تنسى.
وما يجري في قصر ثقافة بهتيم ينطبق على كل قصور الثقافة المنتشرة في جميع المحافظات التي يبلغ عددها 575 قصر ثقافة