عبادة قوم موسى للعجل (2)
كتبت.ا.د/ نادية حجازى نعمان
فى الآيات يقول الله تعالى ” فان قد فتنا قومَك من بعدِك و أضلهم السامريُ فرجع موسى إلى قومه غضبان اسفا “و يقول الله تعالى ” فكذلك القى السامري فأخرج لهم عجلًا جسدًا له خوار ” و بدأ موسى عليه السلام فى عتاب أخيه هارون و يقول الله تعالى ” يا هارون ما منعك اذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعنى ” أى لماذا لم تأت ورائى و تخبرنى أن القوم يعبدون العجل فقال ” إنى خشيت أن تقول فرقت بين بنى اسرائيل ” أى أن هارون خاف أن يقول له موسى أنه استخلفه فيهم و هو تركهم و ذهب إليه أى فرق بين نفسه و بينهم ( بنى اسرائيل ) و لقد نصحهم هارون كثيرًا ولكنهم رفضوا كما قال الله تعالى ” لقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فُتنتم به و أن ربكم الرحمن فاتبعونى و اطيعوا أمرى قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ” .
بعد عبادتهم للعجل و عودة موسى و بلاغ الله لهم انه لن يتوب عليه الا اذا قتلوا أنفسهم و أرسل عليهم الله ضبابًا حتى لا يرى القريب قريبه و لا النسيب نسيبه و بدوا يقتلون بعضهم و يقال أنه فى صبيحة واحدة قُتل سبعين ألف ثم ذهب موسى يستغفر لهم الله مع سبعين من علماء بنى اسرائيل وخرج بهم الى طور سيناء و كانو أُمروا جميعا ان يتطهرو و يغتسلوا و يتطيبوا ثم يتوجهوا ليعتذروا الى الله عن من عبد منهم العجل و قد غفر الله لهم بشرط ان يدخلوا الأرض المقدسة و لما ذهب هولاء السبعين مع موسى و اقتربوا من الجبل صعد موسى إلى الجبل و طلبو منه أن يسمعوا الله و هو يعلمه وفعلًا سمعوه و هو يكلم موسى يأمره و ينهاه و لكن عادوا فقالو يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الرجفة و هى الصاعقة و ماتوا جميعًا و أخذ موسى يناشد ربَه و هو يبكى ماذا أقول لبنى اسرائيل و قد أهلكت خيارهم و ظل يدعو الله حتى أحياهم بعد أن مكثوا ميتين يومًا و ليلة .