السيسي: هناك حرص من البلدين الشقيقين على إستكمال مسيرة التعاون المشترك
كتبت / عزه السيد
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي إن حفاوة الإستقبال في السودان تعكس مدى متانة العلاقات بين البلدين، مؤكداً الإستمرار في دفع تعزيز العلاقات بين مصر والسودان.
وأكد الرئيس السيسي خلال جلسة المباحثات مع الرئيس السوداني عمر البشير، أن إجتماعات المسؤولين في البلدين أظهرت الحزم المؤكد بين البلدين الشقيقين على استكمال مسيرة التعاون المشترك، لما فيه من خير ومصلحة شعبي وادي النيل العظيم.
وأوضح “السيسي” أن الاجتماع الثاني للجنة المشتركة الرئاسية “المصرية – السودانية” يعد تتويجاً لجهد مشترك وعمل دؤوب استمر، وتم تنسيقه بشكل كامل من مسؤولي الجانبين في إطار الرؤية الاستراتيجية المشتركة أو الشراكة بين البلدين والتي تم التوقيع عليها في 2016.
وأشار إلى أنه عقد قبل هذا الاجتماع مجموعة من الاجتماعات المثمرة من المسؤولين في البلدين، وظهرت نتائج التقارب في وجهات النظر ومدى الفهم المتبادل بين مسؤولي الدولتين، مؤكداً أن ذلك يعكس حقيقة واضحة أكدها التاريخ المشترك الطويل للبلدين وأثبتها الواقع الحالي وزادها وضوح مسقبلهما المشرق، ألا وهي تحقيق مصالح شعبينا وبلدينا، وهذا التطابق الذي يجعل من استقرار وأمن السودان الشقيق جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر، ويجعل من تنمية ورخاء مصر أحد الأسس الرئيسية لأمن ورخاء الشعب السوداني الشقيق.
وأضاف أنه إعمالاً لهذا التوجه، شهدت الفترة الماضية خطوات متعددة نحو تفعيل ما سبق وما تم الاتفاق عليه من مشروعات، وإذ يجري العمل حالياً بشكل حثيث من أجل تنفيذ مشروع الربط الكهربائي، كما تباحث الجانبان إقامة مشروع لربط خطوط السكك الحديدية، وهي مشروعات استراتيجية طال انتظارها.
وأشار الرئيس، قائلاً: “والحقيقة بتنفيذها يمثل نقلة نوعية في علاقات البلدين، وتيسير حركة الأفراد وانتقال السلع والبضائع بين البلدين، وهذا ما نتطلع إليه، ويكون دافعاً قوياً لإقامة المزيد من المشروعات الانتاجية والخدمية المشتركة بين البلدين الشقيقين”.
وتابع: “ومسيرة العمل المشتركة بين البلدين، نؤكد فخامة الرئيس أنها انطلقت منذ فجر التاريخ وتزداد كل يوم قوة عن اليوم الذي يسبقه، وهذا يعظم ويزيد من تشابك مصالحنا ويحقق فرص التكامل بينا بما يعود بالنفع والرخاء على شعبي وادي النيل، والحقيقة هذا سيشجع الأجيال القادمة نحو مزيد من الترابط والتكاتف، سيراً على هذا النهج والضرب الذي نمضي عليه”.
وفيما يخص التعاون الاقتصادي والتجاري، قال الرئيس السيسي: “الحقيقة ما نواجه من تحديات اقتصادية وما يمر به العالم من تقلبات في هذا الخصوص، يدفعنا إلى التفكير في سبيل تعاوننا على هذا الصعيد، ونحن تحدثنا فخامة الرئيس أثناء لقائنا الثنائي على أن يكون عندنا طموح أولي بأننا نكفي احتياجات الشعبين المصري والسوداني قبل ما نفكر أن نطلق إلى الأسواق العالمية”.
وأردف: “الحقيقة العالم اليوم لا يعتد إلا بالتكتلات، لا ينظر ولا يحترم ولا يقدر إلا التكتلات الاقتصادية الكبرى، وهذا يفرض علينا دائماً أن نتحدث بصوت واحد من أجل مواجهة تلك التحديات”، مضيفاً: “والحقيقة أن لدينا الموارد والإمكانيات في مصر والسودان التي تؤهلنا، وهذا يندر وجوده في دولتين متجاورتين، المقومات التي نتحدث عنها بين مصر والسودان يندر وجودها بين دولتين آخرتين، فإذا استطعنا من خلال التعاون والمشروعات المختلفة أن نلبي احتياجات شعب وادي النيل بمصر والسودان سيكون أمراً عظيماً جداً”.
وتابع “السيسي:”إن تعزيز التبادل التجاري والمشروعات التنموية والاستثمارية المشتركة بين بلدينا، سيعود بالنفع المتبادل على الشعب المصري والسوداني، وسيساهم في رفع قيمة الاستثمارات المتبادلة بما يوفر مزيد من فرص العمل لأبناء وادي النيل، وهذا أمر نحن نثق أنه سيكون في صدارة اهتمامات السودان خلال المرحلة القادمة”.
وأضاف: “حزمة الاتفاقات التي سيتم التوقيع عليها خلال هذا الاجتماع، تشكل أرضية صلبة في تعزيز علاقاتنا في مختلف المجالات، يتمثل بذلك قيمة مضافة حقيقية وجديدة لما سبق وأن أبرمه البلدان من الاتفاقيات في مختلف المجالات وهو الأمر الذي يجعلنا أكثر تفاؤلاً بمستقبل العلاقات بين البلدين”.
ومن جانبه أكد الرئيس السوداني عمر البشير، أن العلاقات بين البلدين توثق خطوة متقدمة لبناء شراكة قوية وراسخة تضع الإطار المؤسسي للتعاون الجاد المثمر في مختلف المجالات، كما تعبر عن تطلعات وآمال شعبينا.
وقال البشير في كلمتة خلال بدء جلسة المباحثات: “نؤكد كذلك على أهمية الأطر الأخرى المشتركة في المجالات المختلفة، ومنها لجنة التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين، وغيرها من اللجان والآليات الفعالة”.
وتابع: “فخامة الرئيس، الوفد الكريم، أود أن أطمئنكم أن السودان يمضي بخطوات واثقة نحو إكمال مشروعات النهضة علي مخرجات الحوار الوطني، والتي شكلت الإطار الكلي لتنظيم العملية السياسية وتحقيق الاستقرار والسلام في المستقبل”.
وأضاف: “لا شك أنكم قد تابعتم أدوار السودان المشهودة في صناعة الأمن والسلام في الإقليم، حيث نجح تحت مظلة (الإيجاد) بجمع الأخوة الفرقاء في جمهورية جنوب السودان، على صعيد الوئام والاتفاق وتوقيع اتفاق في الخرطوم ينهي النزاع ويحقن الدماء”.
وأشار إلى أن السودان يسعى جاهداً هذه الأيام إلى جمع الفرقاء في جمهورية إفريقيا الوسطى، بالتنسيق مع آليات الاتحاد الإفريقي لتحقيق السلام والاستقرار بهذه الإدارة الشقيقة.
وأوضح أنه السودان يأمل أن تكلل جهود آلية دول الجوار ليبيا الشقيقة في تحقيق السلام وإعادة بناء الدولة الليبية، ولعلنا بحكم جوارنا للدولة الشقيقية مدعوان لبذل مزيد من الجهد والتنسيق لتفعيل هذه الآلية للوصول إلى سلام مستدام.
وتابع الرئيس السوداني، قائلاً:” فخامة الأخ الرئيس، لقد أعطت زيارة فخامتكم للسودان هذا اليوم قوة الدفع اللازمة لمسيرة العلاقات المشتركة وعززت روح الشراكة الفعالة بين بلدينا، وإنني أجدد ترحيبي بفخامتكم وففدكم المرافق في بلدكم الثاني السودان، وأتمنى لفخامتكم إقامة طيبة وزيارة مثمرة توثق أواصر الصداقة والعلاقات التاريخية الممتدة بين بلدينا بما يحقق تطلعات شعبينا الشقيقين”.