العيب والحرام
بقلم أمل الوكيل
العيب والحرام
ماهو العيب وما هو الحرام؟؟؟؟؟
كفتاة عربية ومسلمة ترعرعت في مجتمع عربي لعائلة متحفظة نوعًا ما، كلمتا عيب وحرام اِحتلا جزء كبير من قاموسي اليومي، فالعيب حرام والحرام عيب. والمضحك أنه كان من العيب أن أسال “يعني إيه عيب؟” فالضحكة بصوت عالي كانت عيب، وشعري كان عيب وحرام وجسمي كان عيب وحرام وعورة. اليوم اختلف تعريفي لكلمة عيب اختلف كثيرًا عما كنت طفلة وأصبحت كلمة عيب بعيدة كل البعد عن لساني ولسان من حولي، فأحتفل بشعري الكيرلي (المجعد)، وأضحك بصوت عالي في الشارع، وأستطيع أن ألبس ما يمثلني بغض النظر عما قد يراه من حولي، ولم أعد أواجه الكثير من حاملي “راية العيب” حتى من أهلي. مما جعلني أتساءل عما إذا اختفى العيب من المجتمع؟ أم تبدلت مفرداته فقط؟
لعيب بالنسبة لي هو كل ما يراه المجتمع غير أخلاقي أو غير صحيح. فالعيب هو مفهوم اجتماعي يعتمد على المجتمع نفسه وتعريف أفراده له. شخصيًا أنا لا أستخدم الكلمة ودائمًا ما أدرب نفسي على محاورة الآخر، سماع وجهة النظر المعاكسة، ثم أحلل ما إذا كنت اتفق أم اختلف. وأرفض بشدة أن أقلد أي فكر أو رأي بالعيب. من أحد المواقف القليلة التي أذكر أني استخدمت فيها كلمة عيب، كان في تعليق مني على تصرف أخلاقي غير لائق تجاهي”
ولكننا ننتمى لمجتمع ملون الأبعاد والأوجه، متأثر بعوامل تعرية لجميع ملامحه التقليدية، فنحن النساء اليوم تغير تعريفنا لمفهوم العيب والكثير غيره من المفاهيم، ولم تعد نرى غير ان العيب انعكاس لمجتمع مكبوت فالعيب اليوم هو سراب يقيد القليلات من اللواتي اخترن من التقاليد اسباب وعباءة لتغطية “مخاوفهن