معلمي مسابقة العقود المؤقتة أزمة تواجه التربية والتعليم
نواب البرلمان : الوزارة تخالف الدستور بالاستغناء عن المؤقتين رغم العجز
36 الف معلم ومعلمة يطالبون بمد عقود المؤقتة واستكمال العجز بمسابقة جديدة
كتبت : هدير عبد المنعم
31 مايو 2019 لا يمثل انتهاء شهر مايو فقط ،وإنما انتهاء مدة عقود معلمي مسابقة العقود المؤقتة الذين اجتازوا مسابقة وزارة التربية والتعليم التي أعلنت عنها فبراير الماضي ، ونتج عنها تعيين 36 ألف معلم ومعلمة بموجب عقد لمدة ثلاثة أشهر،أي فترة العام الدراسي الثاني ، ومنذ أيام أعلنت وزارة التربية والتعليم عن مسابقة جديدة لتعيين من65 إلى 70 ألف معلم ومعلمة جدد ،ومن يرغب بالتقدم عليه إتباع الإجراءات من تحضير أوراق رسمية وغيره ،وهذا الأمر ينطبق على من يقدم لأول مرة مثلما ينطبق على من سبق لهم التقدم والنجاح بالمسابقة الماضية ،وعقدهم بصدد الانتهاء بنهاية شهر مايو،وهنا ظهرت مطالب بتجديد العقود لل36 ألف معلم ومعلمة الحاليين .. ووضوح الإخباري حاول التواصل مع بعض من معلمين ومعلمات مسابقة العقود المؤقتة والذين بصدد إنهاء عقودهم ،لنعرف ما المشكلة.
36 ألف أسرة
تركت معلمة العلوم داليا عصام عملها بإحدى المدارس الخاصة منذ شهر ونصف تقريبا من أجل المسابقة التي أعلنت عنها الوزارة ،وتحملت عناء استخراج الأوراق الرسمية مثل:صحيفة جنائية وشهادة صحية وشهادة قيد عائلي، وخاضت الامتحان ونجحت،ليتم تعيينها كمعلمة ولكن لمدة 3 شهور فقط ،وأضافت إن العقد ينص أنه لا تثبيت ولا تجديد ،ولكنهم تركوا عملهم بالمدارس الخاصة على أمل أن تجدد لهم الوزارة،والآن تقرر الوزارة عدم تجديد العقود لها و36 ألف معلم ومعلمة آخرين ،ومن المفروض عليهم أن يتحملوا عناء استخراج الأوراق ودخول الامتحان من جديد:.
وأشارت أنهم عرفوا بوجود بند عدم التجديد بالعقد متأخرا،وأكدت أن الوزير وعدهم وقتها بأن لهم الأولوية بالمسابقة القادمة ،ولكن ما يحدث الآن عكس ذلك، واختتمت تتساءل إذا كان هناك عجز بعدد المعلمين والمعلمات والوزارة تحتاج إلى70 ألف معلم ،فما جدوى عدم التجديد لهم ،فمن المنطقي أن تكون المسابقة القادمة تكميلية على العدد الموجود حاليا.
مطلوب التجديد
وقالت معلمة اللغة العربية نسرين أحمد،إن مطلب المعلمين والمعلمات هو تجديد العقد فقط ،فهم 36 ألف معلم ومعلمة خاضوا معارك الأوراق الذي تمت مراجعته من عدة جهات ثم تقدموا للاختبارات ونجحوا ،وأضافت أنهم تسلموا العمل منذ شهرين والجميع يشهد لهم بالتفوق والنشاط،وتساءلت قائلة”لماذا نخوض مسابقة تانية؟”،وتابعت أن قرار الوزارة بإعادة التقديم للمسابقة من جديد يمثل مشكلة كبيرة،فرحلة إنجاز الأوراق المطلوبة تتطلب جهد ووقت كبير ،بالإضافة إلى أنهم قاموا بكل هذه الإجراءات قبل شهرين فقط ،فلماذا يعيدوها ؟،وأوضحت أن الأوراق تمت مراجعتها من عدة جهات وتم إثبات صحتها.
تصفية صعبة
وعبرت زهراء محمد معلمة لغة عربية، عن استيائها من عدم التجديد بعد معاناة استخراج الورق والامتحانات وتحمل الضغط العصبي والتصفية من بين 430 ألف إلى 36 ألف فقط على أمل أن تمد الوزارة العقد وتجدد لهم بالمسابقة الجديدة،ولكنها الآن لا تجد استجابة من الوزارة ،وتساءلت إذا كانت الوزارة ما زالت تحتاج لأعداد إضافية من المعلمين والمعلمات ،فلماذا لا تمدد لهم وتعقد مسابقة للباقي ؟.
،وسردت معاناتها مع استخراج الأوراق ،فقالت أنها تركت أولادها الصغار من السادسة صباحا لتجد مكانا متقدما بالطابور،ثم طلب منها الموظف استكمال أوراقها فذهبت وعادت لتحد أمامها قرابة ال2000 شخص ، هذا غير رسوم استخراج الورق التي تتراوح من 400 إلى 1000 جنيه، وأشارت أن العديد من نواب مجلس الشعب تقدموا بطلبات إحاطة إلى وزير التربية والتعليم مثل النواب (أحمد طنطاوي ونشأت العريس ومحمد سعد وآخرون)،وذكرت أن هناك مادة بالدستور تنص على عدم تسريح العمالة طالما هناك عجز وهذا ينطبق على حالتهم،وأوضحت أن العقد به شروط أخرى مجحفة ،أبرزها عدم حصولهم على مكافأة الامتحانات رغم مشاركتهم بأعمال الامتحانات والكنترول،وأيضا يحق لمدير المدرسة أن يكلفهم بأي شيء حتى خلال أيام الإجازات الرسمية،واختتمت إن هذه القضية قضية 36 ألف أسرة وليس 36 ألف فرد .
واتفقت سارة هشام معلمة لغة عربية ،مع زميلاتها وهي أيضا تركت عملها بمدرسة خاصة من أجل الوظيفة الحكومية وعلى أمل التجديد ولكن الوضع الحالي بالنسبة لها محبط للغاية،وأكدت سارة أنه يجب النظر للموضوع باهتمام ،لأنها قضية 36 ألف شخص كل منهم يعول أسرته،فنحن أمام36 ألف أسرة.
الوزارة تهدد
وفي تصريحات صحفية للدكتور محمد عمر، نائب وزير التربية والتعليم لشؤون المعلمين، أكد إنه لا تجديد لعقود معلمي مسابقة العقود المؤقتة، وأضاف أن الوزارة أعلنت ذلك أكثر من مرة، وطالب “عمر” بمراجعة شروط إعلان مسابقة التعاقد المؤقت، والعقد المبرم مع المعلمين،وأوضح أن لكل مسابقة شروطها، وعندما تُعلن الوزارة عن مسابقة جديدة يكون لها شروط جديدة توضحها عبر موقعها الرسمي فقط،.
وأشار إلى أنه لن يجري تثبيت من وقع العقد المؤقت، ويوم 31 مايو المقبل، هو آخر يوم للتعاقد، وأي شخص، يخرج عن الشروط التي أعلنت ف بداية المسابقة وفي العقود، هو شخص غير ملتزم ويخالف الشروط الأساسية لمهنة التعليم، وهي الالتزام والانضباط، ولن يكون له أي وضع في المنظومة التعليمية الجديدة، وأجاب “عمر”، على تساؤل حول جدوى عدم تجديد التعاقد طالما هناك عجز، قائلًا: “العجز مؤقت ومتغير وفق الآليات الخاصة التي تنفذها الوزارة، فمن الممكن أن تختلف الأعداد والتخصصات والمراحل والمستويات في المسابقة القادمة”.
وجدير بالذكر أن وزارة التربية والتعليم أعلنت بتاريخ 7 فبراير الماضي، عن مسابقة للتعاقد المؤقت مع المعلمين، لمدة ثلاثة أشهر؛ لسد العجز في التخصصات المختلفة،على أن تكون العقود مؤقتة هذا العام ،ودائمة من العام المقبل،وهي ما أسفرت عن تعيين 36 ألف معلم ومعلمة لمدة ثلاث شهور تنتهي 31 مايو.