الحكم على الآخرين
بقلم: الدكتور أمين رمضان
سهل جداً أن تحكم على الآخرين، لكن صعب جداً أن ترى الدنيا بأعينهم وأن تدرك العالم بعقولهم، لترى ما يرون.
عندما وصف جريفز، بعد أكثر من ٢١ سنة من البحث والدراسة،للطبيعة الإنسانية وتفاعلها مع ظروف الحياة التي تعيش فيها، اكتشف أن هناك حالات لا نهائية للحالة التي يمكن أن تظهر عليها، وأن الأصل هو أن تكون دائماً في حالة بزوغ، بينما توقفها أو تراجعها حالات استثنائية في رحلتها الحياتية.
لذلك عندما ننظر إلى التاريخ أو الأشخاص على أنهم لقطة واحدة، نصبح كمن أخذ صورة واحدة من فيلم كامل واعتبرها الفيلم كله.، وحكم على الفيلم من خلال هذه اللقطة، بينما اللقطة مناسبة جداً للموضع أو السياق الموجودة فيه في الفيلم.
عندما نتعامل مع الحياة بهذه الطريقة، فإن إدراكنا سيكون ساكن أو متجمد عند هذه اللحظ فقط، ولكي تعرف آثار ذلك، تخيل أنك تسير على خارطة لجوجل لم يتم تحديثها منذ عقد من الزمن مثلاً، ستتوه وقد لا تصل، لأن الخارطة لقطة لمكان وزمان غير الآن.
عندما نحكم على موقف في سياق إدراك معين، من سياق إدراك مختلف، يكون الحكم غير صحيح، والأهم هو: لماذا نحكم على الآخرين؟
هذا موضوع ضخم ومؤثر جداً في حياتنا.
الحياة ستظل خليط من كل ذلك
والانسجام فيها هو كيف نعمل معاً ونحن في مستويات وطرق إدراك مختلفة؟
هذه رحلة تغيير ضخمة من داخل الإنسان
كلنا سنظل نحتاج إليها دائماً
قد تكون الحقيقة أن ما نقوله للآخرين هو ما نفتقده نحن
وهذا موضوع آخر