أراء وقراءاتالعالمالمجتمع

هذا أبي ..بقلم :سمية تايه

هذا أبي ..بقلم :سمية تايه 2
صورة تعبيرية

أن أكتبك يوماً !

لم يكن هذا في حساب مخيلتي

كيف لي أن أختزلك في سطور ؟!

و لكنه القليل في حقك الكبير ،

وعندما يفتش قلمي عن القيم الغائبة لنحيي بها الوعي أملاً في واقع جديد ،

أجد في كثير من اللقطات الحيّة معك.. شاهد عيان عليها .

أرى الآن قطعة منك تسابقني وتستحث كلماتي  شغفاً وحبّاووفاءاً ..

 

هم .. وأنا .. نتكئ على الذاكرة ، لنلتقط تفاصيلك و نتفيأ ظلال حضورك الغائب .

يا سادة .. لن أطيل وقفتكم بالباب ، وسأترك هذه الومضات المشرقة لتنثر شذاها ، وسأفسح لكم الطريق لتلجوا تلك الرياض الخصبة .

هنا الحياة ..!!

ما أحب أبي الفراغ يوماً ،

عملٌ ونشاط  على مدار الحياة ،

كان يحب الجدية ويكره الفراغ ،

فالجادون لم يكونوا يوماً ريشة في مهب الريح لتسير بهم الحياة في دروب من العشوائية .

فقد كان حرصه على كسب عمره يجعله في تحفز دائم ينساب بلا توقف ،

والطامح في جنة عرضها السموات والأرض  كيف له أن يجلس على موائد الفراغ .

كان يقبلعلى الدنيا بعزيمة  واعية ، يتقن فن المسؤولية ويمتلك طبيعةً مخلصة حتى في أصعب الأوقات .

شهدته يوماً مع التعب والمرض يمضي إلى الزاوية البعيدة من البيت ليطمئن إلى أن الأمور تسير بصورتها المرضية  ،

أبي .. أيُّ إخلاص هذا في آداء حق الحياة !

كان يُحبّ استخدام لغة الخاصة في حديثه ،

فقد اعتاد أن يتوج كلامه ببعض الألفاظ الفصحى وكان يترفع عن الساقط منها ،

وكثيراً ما يرشدنا إلى الابتعاد عن ألفاظ السوقة أو عامة العامة ، وكأنه يقول :

إنّ نقاء الخارج يعكس نقاء الداخل .

ومع رجل رأى في الحياة مطية للآخرة ،

تضيء شرارة العمل والهمة ،فكان أبي يُبكر للصلاة ويستعد لها ،

يغدو ويروح وكأن الأمر جلل ، ثم يمضي إلى حيث تعلقت روحه ليجيب داعي الرحمن .

( حي على الصلاة ) : هذا المعنى الذي شق به عُباب الحياة .

رحمك الله ياأبي ، وغفر لك ، وأسكنك فسيح جناته ..

أمّنوا يرحمكم الله .

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.