أراء وقراءات

أرض الخوف والأمل

بقلم أيقونة الاتزان /السفير د. أحمد سمير

لم أجد أرضًا على سطح هذا الكوكب تحمل كل النقائض كما تفعلي يا غزة؛ فالأرض لأهل غزة هي الوطن، هي العقيدة، وهي الحياة، ولكن ما فيها من دمار وحطام لكل شيء حتى الإنسان نفسه يجعل البقاء والعيش فيها صعباً فالأرواح إذا كانت لله فالأنفس البشرية تمتلك صفات الضعف والهوان فالبقاء صعب والرحيل أصعب كل هذه من أجلك يا غزة، يا أرض الخوف؛ فالخوف منكِ وعليكِ.

غزة تُرهب الممغتصب 

أما الطرف المغتصب يتجلى له من أرضها كل أشكال الخوف حتى من كل ذرة تراب فيها ومن أشباحها ومن حطامها فالخوف يسيطر عليهم حتى من ذكر اسمها، وعلى الرغم من ذلك، يسعون لامتلاكها، ظنًا منهم أن اقتناصها سيزيل عنهم هذا الخوف ويمنحهم الأمان، لعلهم بذلك يطردون الجن من داخلها ويحضرون الملائكة، تحت ترانيم الصهيونية والصليب المعقوف.

الذئب الترامبي

والأمر المثير للسخرية هو وجود من يراقب الموقف كالذئب الترامبي ينتظر فرصته، يخطط لأن تكون غزة له لا لغيره لكي يحولها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” فيتحول فيها الأمر إلى صفقة تُباع فيها الأرض ممن لا يملك لمن لا يستحق

أرض الخوف والأمل ليست ملكًا لأحد سوا لأهلها، وإن كان الخوف قد التبس عليهم لكن مثبتات الرحمن تضع أيديها على كل قلب ♥ مؤمن مظلوم.

غزة للصامدين 

أرض الخوف والأمل 2

أرض غزة للصامدين فيها ممن يستمدون الأمل من تراب يحمل رائحة البارود، بينما المغتصبون يرتعدون من حفيف أشجار الزيتون التي تروي قصص أبطالها وبينما يبحث المحتل عن نوم هادئ على وسائد مسروقة

يجهر أهل غزة في كل صباح: “بالروح بالدم.. نفديك يا غزّة”

وترد غزة بكل شموخ

أنا هنا لا أخاف، وعلى أرضي يكون الالتفاف

وتحت ثراي جنةُ لأبناءِ

أو سعيرٌ لمن أراد عدائي

فلا تهجيرَ من أرضي، لا انحناء

هي جنةٌ للباني، وللغازي الفناء

وغضبي زئيرٌ، في الوغي لا يرد النداء

أرض الخوف والأمل 3

السفير د. أحمد سمير

عضو هيئة ملهمي ومستشاري الأمم المتحدة

السفير الأممي للشراكة المجتمعية

رئيس مؤسسة الحياة المتزنة العالمية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.