أراء وقراءات

اسرائيل بين أحلام الدولة الكبرى وبين مخاوف الزوال

بقلم / ممدوح الشنهوري

ما ” سر ” قصف إسرائيل الوحشي للمدنيين في فلسطين  بكل تلك القوة الغاشمة ؟!

هذا السؤال ..؟ يدور في ذِهن العديد من الشعوب حول العالم بعمق ، وهم يشاهدون تلك الأحداث الدموية والمؤسفة التي تقوم بها إسرائيل في حق أطفال ونساء غزة، ليتساءلوا ؟ بعد كل مجزرة يقوم فيها الإحتلال الإسرائيلي بقتل المدنيين العزل في المستشفيات والمنازل والشوارع، ما هو  ” سر ” إصرار إسرائيل علي قتل وتصفية المدنيين في فلسطين، بتلك الوحشية والهمجية الشديدة.

وقد يبدو الأمر للبعض هو أن إسرائيل تريد أن تقتص ” لكرامتها وشرفها الذي مرغتهم حركتي حماس وسرايا القدس في طوفان الاقصي السابع من اكتوبر الماضي ” ،  في الأرض علي مرأى ومسمع من العالم .

ولكن الأمر ليس كذلك ، لأن إسرائيل عندما أتت الي منطقة الشرق الاوسط في بدايات القرن الماضي من ” العدم !؟ ”  بقوة سلاح الغرب مع إغتصابها لأراضي الفلسطينيين وإقامة ” شبه دٌويلة ” في منطقة الشرق الاوسط ، ما زالت تخشي من زوالها ذات يوم حتي الأن، لإنه ليس لها أي جذور تاريخية من ” الأرض ” تحميها من  ”  الزوال ” وعودة الحق لأصحاب الأرْضِ الحقيقيين وهم الفلسطينيين، إن تزايد عددهم وكبرت قوتهم في المستقبل .

وقد تمكنت بمساعدة أمريكا واوروبا والصهيونية العالمية  من فرض سيطرتها على المنطقة العربية بتفرقتهم والعمل على تصعيد وتيرة الإنقسام الديني والسياسي والعرقي والقبائلي بينهم وبين بعضهم البعض، لتتخلص من قوتهم ، وتضمن عدم تحركهم .

ومن هنا لم يتبقي أمامها سوي الفلسطينيين، الذين يؤرقون مضجعها ويهددون بزوالها من المنطقة العربية . وعلى مدي  اكثر من 7 عقود لم تتمكن من اسكات الفلسطينيين . فرغم المجازر المتوالية والطرد الجماعي لاهل فلسطينين وحصارهم وتجوعيهم الا انهم لم ولن ينسوا وطنهم ويتوارثون المقاومة والتمسك بالارض . والدليل ان من يحارب حاليا في طوفان الاقصى كلهم شباب لم يعاصروا اغتصاب فلسطين عام 1948 او سيطرتها على الضفة الغربية وغزة في عدوان 1967.

ويخشى الاسرائيليين من تصاعد مقاومة الفلسطينيين لأخذ حق دماء أباءهم وأجدادهم وحق إغتصاب أرضهم   والدليل علي ذلك، هو ما حدث في السابع من أكتوبر الماضي في حرب ” طوفان الاقصي” . رغم قلة اسلحتهم وعتادهم مقارنة بالترسانة العسكرية الاسرائيلية

لهذا إسرائيل بات هدفها الأن هو ليس رد ” صفعة ” حماس وسرايا القدس لها في السابع من أكتوبر في حرب ” طوفان الاقصي ” بل قتل المدنيين في حملة ابادة جماعية وارهابهم لاجبارهم على الهجرة وترك ارضهم وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية . ثم التفرغ لتحقيق حلمهم المزعوم باقامة اسرائيل الكبرى من ” النيل الي الفرات ” ، كما هو مزعوم في معتقداتهم الصهيونية، وكما هي أحلامهم المستقبلية .

وبدأت أحلامهم في بناء مملكة لليهود من النيل الي الفرات، تتبخر من جديد، بعد إنضمام أصوات الشعوب العالمية والعربية الي قضية فلسطين وشعبها، بالعديد من المظاهرات التي تندد بالمجازر الجرائم التي تقوم بها إسرائيل ليل ونهار في حق الشعب المدنيين من الفلسطيني.

لتجبر تلك المظاهرات في النهاية دول الغرب للتراجع عن تاييدهم الأعمى لإسرائيل . وتعيش القيادة الاسرائيلية  في حالة ارتباك لتبحث لها عن إستراتيجية جديدة من أجل البقاء دون الزوال في المستقبل .. !؟

اسرائيل بين أحلام الدولة الكبرى وبين مخاوف الزوال 2

ممدوح الشنهوري

كاتب صحفي و عضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.