الحق واضح لكن الطغيان طافح

بقلم أيقونة الاتزان / السفير د. أحمد سمير
في واقعة هزت الرأي العام المصري والعربي والانساني، تعرض طفل في إحدى المدارس الابتدائية لاعتداء جنسي داخل الحرم المدرسي لن أدخل في تفاصيل الجريمة المؤلمة، ولكني سأسلط الضوء على “أشخاص” هذه القصة الحزينة:
أطراف الجريمة المؤلمة
أولهم الجاني: ذاك الذي اختبأ خلف قوته الزائفة وسلطته المُزيَّفة، مُعتقدًا أن جدران المدرسة ستُخفي جرائمه.
والثاني المجني عليه: هذا الطفلٌ الذي لم تكتمل أسنانه، حُرم من براءته في مكانٍ مُفترَضٍ أن تكون واحةَ للأمان.
والثالث الأم : وهي البطلة الحقيقية للقصة المحزنة لأنها ناضلت كالجبال ضد رياح التستر، وحفرت بإصرارٍ في جدار الظلم حتى انكشف النور وظهر الحق.
أما الأخرون مثل معلمة الطفل ومديرة المدرسة التي تسترتا على واقعه الاعتداء الجنسي، وعملتا على تخويف الطفل حتى لا يقوم بإخبار والديه عن الواقعة خوفاً من فضح أمرهما.
أما “الدادة”(عاملة المدرسة): فكانت خيطًا في نسيج المؤامرة، تُقدِّم خدماتها للظالم دون ثمنٍ سوى رضاه الوهمي!
فهؤلاء ليسوا مجرد شخصياتٍ عابرةٍ في قضية الطفل، بل هم مرآةٌ لعالمٍ أوسع فكما تتعاون “الدادة” مع الجاني في المدرسة، يتواطأ “الدادة السياسيون” مع ظلمٍ أكبر: مثل احتلالٌ يسرق الأرض ويهتك العرض ويذل أهلها لكن هل يعلمون أن صمتهم اليوم سيكون دليل إدانتهم غدًا؟
الظالم الصهيوني
ففي فلسطين، كما في المدرسة، هناك مَن يبيعون ضمائرهم مقابل ابتسامة ظالمٍ، أو بقاءٍ في منصبٍ زائلٍ لكن الحق كالنهر الجاري؛ قد تُعطّل مساره صخرةٌ، لكنه سيحملها معه عاجلًا أم آجلًا.
فالظالم الصهيوني يظلم الفلسطينيين فاذا قام أحد من أهلها للدفاع عنها كما فعلت أم الطفل لأخذ حقه يقال لهم يا أولاد …. سلموا بالذل والهوان واخرون يريدون قتل وحرق كل من يطالب بحقه في ارضه وأرض أجداده فهم بذلك مثل الدادة يساعدون الظالم مقابل أي شي.
الأسوأ على الاطلاق
ومنهم أيضا آخرون وهم الاسوأ على الاطلاق مثل معلمة الطفل ومديرة المدرسة اللتان يرون الظلم رأي العين ويستطيعون دفع الظلم والأكثر من ذلك يمكنهم أخذ الحق للمظلومين فما الفائدة لهم، بل السؤال الأهم هنا ما الفائدة منهم فما أكثروهم بيننا فاذا فتحنا باب التعليق على سؤال أذكر شخص أو أكثر مثل معلمة الطفل ومديرة المدرسة في موقفهم من القضية الفلسطينية؟ .
سوف نذكر الالاف ويمكن الملايين من اشخاص أو قادة أو خونه أو….. أو ……. الخ… فالقائمة للأسف طويلة جدا جدا.
الحق سوف يعود
وختاما أقول إذا كانت أم الطفل الضحية أخذت حقها بعد محاولات من الرفض والتستر رغم وضوح حقها فإن حق الأطفال والنساء والأرامل وكل حق أهل فلسطين سوف تعود حتى ولو بعد حين وإلى هذا الحين نقول لكم (عليكم من الله ما تستحقون)
السفير د. أحمد سمير
عضو هيئة ملهمي ومستشاري الأمم المتحدة
السفير الأممي للشراكة المجتمعية
رئيس مؤسسة الحياة المتزنة العالمية