الرئيس الأمريكى يدعو إلى استئناف المفاوضات لإنهاء حرب السودان

بايدن يدعو الجيش والدعم السريع إلى تسهيل وصول المساعدات

كتبت : د.هيام الإبس

دعا الرئيس الأمريكى جو بايدن، مساء الثلاثاء، طرفى النزاع فى السودان إلى استئناف المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ أبريل2023، والتى خلّفت عشرات آلاف القتلى ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة.

وقال بايدن فى بيان بعيد أيام من تجدّد المعارك العنيفة بين الجيش السودانى وقوات “الدعم السريع” فى إقليم دارفور غرب السودان: “أدعو الطرفين المتحاربين، إلى سحب قواتهما، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وإعادة الانخراط فى المفاوضات لإنهاء هذه الحرب”.

الرئيس الأمريكى يدعو إلى استئناف المفاوضات لإنهاء حرب السودان 1

وقال الرئيس الأمريكى إن بلاده تقف إلى جانب الشعب السودانى، مضيفاً: “لن نتخلى عن التزامنا تجاه شعب السودان الذى يستحق الحرية والسلام والعدالة، وندعو جميع أطراف هذا الصراع إلى إنهاء هذا العنف، والامتناع عن تأجيجه”.

وشدد بايدن أنه منذ بداية الصراع كانت إدارته تضغط من أجل السلام ومحاسبة الجهات التى تسعى إلى إطالة العنف، مشيراً إلى أن الحرب المستمرة من 17 شهراً “لا معنى لها”، وخلّفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية فى العالم، وأدت إلى نزوح ما يقرب من 10 ملايين شخص بسبب هذا الصراع واغتصاب النساء والاعتداء على الفتيات.

وأشار الرئيس الأمريكى إلى المجاعة فى دارفور، وتعرض مدينة الفاشر لحصار مستمر منذ أشهر وهجوم كامل من قبل “الدعم السريع”، داعياً الأطراف المتحاربة والمسؤولين عن معاناة السودانيين من القوات المسلحة السودانية و”الدعم السريع”، إلى سحب قواتهم، ووقف الهجمات التى تضر بالمدنيين السودانيين.

وأشار البيان إلى “سعى الولايات المتحدة لحشد الشركاء الدوليين وإنهاء الأعمال العدائية، وحماية المدنيين وإطلاق مجموعة (التحالف من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح وإحلال السلام فى السودان)، بالتعاون مع الشركاء من الاتحاد الإفريقى ومصر، والمملكة العربية السعودية، وسويسرا والأمم المتحدة، والإمارات العربية المتحدة”.

وأوضح الرئيس الأمريكى أن “هذا التحالف نجح فى تأمين فتح طرق إلى دارفور والخرطوم لتوصيل المساعدات الإنسانية”.

داعياً إلى “مواصلة الضغط من أجل توصيل المزيد من المساعدات”.

وأشار بايدن إلى أن الولايات المتحدة قدّمت أكثر من 1.6 مليار دولار للسودان خلال العامين الماضيين، ووقعت عقوبات على 16 كياناً وأفراد متورطين فى الصراع وتفاقم حالة عدم الاستقرار، وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، إضافة إلى تحديد أن أفراد القوات المسلحة السودانية وقوات “الدعم السريع” ارتكبوا جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم تطهير عرقى، ولوح بايدن بأن إدارته ستواصل فرض عقوبات إضافية.

إحياء جهود السلام

ويأتى البيان الأمريكى قبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل حيث تخطط إدارة بايدن لحشد الجهود لإحياء محادثات السلام المتوقفة. ويستضيف وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن اجتماعاً لوزراء خارجية عدد من الدول العربية والخليجية والأفريقية فى الخامس والعشرين من سبتمبر الجارى بهدف إحياء الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق سلام بين القوات المسلحة السودانية، وقوات “الدعم السريع”.

وقالت ليندا توماس جرينفيلد سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة فى بيان أنها تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التى تتحدث عن تصعيد خطير فى حصار “الدعم السريع” المستمر منذ شهور على مدينة الفاشر.

وكذلك أعرب المبعوث الأمريكى الخاص بالسودان توم بيرييلو عن قلقه من الهجمات المتكررة لـ”الدعم السريع” على المدينة، وتعرض معسكر النازحين للقصف المستمر من “الدعم السريع”.

وإضافة إلى المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية فى السودان، تخشى الولايات المتحدة من تداعيات جيوسياسية للصراع، حيث أصبح السودان بؤرة للمنافسة بين قوى إقليمية وأجنبية.

وأشارت تقارير صحفية أن كلاً من روسيا وإيران تساندان الجيش السودانى، وتهدفان إلى إنشاء قواعد بحرية على طول ساحل السودان الممتد لمسافة 500 ميل على البحر الأحمر وهو ممر استراتيجى مهم للتجارة البحرية العالمية.

سوء الأحوال الجوية يزيد من معاناة النازحين فى السودان

من جهة أخرى،  أكد المستشار الخاص للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والعمل بشأن المناخ، أندرو هاربر، اليوم الأربعاء، أن وضع اللاجئين فى السودان والدول المجاورة مأساوى ويزداد سوءاً بسبب موجات الحر الشديدة والفيضانات، حيث يعيش معظم المواطنين فى الصحراء، فى ظل عدم وجود مراكز للرعاية الصحية أو للإيواء لحمايتهم.

وقال هاربر – فى مداخلة خاصلة لقناة “الحرة” الأمريكية – “يجب على الدول التى بإمكانها المساعدة، تقديم المزيد للنازحين فى السودان، والحفاظ على الكرامة الإنسانية للذين خرجوا من منازلهم بدون أية قدرة على حماية أسرهم، فيما تتعرض النساء للجرائم والاعتداءات المستمرة، ويمكننا أن نتخذ إجراءات لمواجهة ذلك عبر تأمين الملاجئ والمياه والطاقة النظيفة”.

وشدد على أهمية تعزيز الخطوات الجادة وتقديم المزيد من المساعدات والدعم للاجئين والنازحين فى السودان، لافتاً إلى أنه يجب على الدول بذل المزيد من أجل إيقاف الصراعات وتأمين الحاجات لهؤلاء اللاجئين بالمياه والملاجئ والغذاء والملابس المناسبة لأن الأوضاع الإنسانية لا تتحسن.

وأشار إلى أنه فى حال عدم تأمين المساعدة الكافية للاجئين داخل السودان، فإنهم يُجبَرون على الذهاب إلى تشاد التى تعتبر من الدول الأكثر عرضة للتغير المناخى ولايمكنها مساعدة اللاجئين بمفردها

Exit mobile version