الصراط المستقيم

الشيخ عبد الله كامل…..أنموذجا لحسن الخاتمة

كتب /هاني حسبو.

فوجئ اهل البر والصلاح بخبر نزل عليهم كالصاعقة ألا وهو وفاة الشيخ القرآني عبد الله كامل رحمه الله تعالى.

عبد الله كامل رجل كفيف ابتلاه الله عز وجل منذ الصغر بفقد عينيه فاحتسب وصبر مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم:

اللَّه  قَالَ:”إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبدِي بحبيبتَيْهِ فَصبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجنَّةَ يُريدُ عينيْه، رواه البخاريُّ.

حفظ القران وأتقنه وعلمه لكثير من خلقه.

صاحب صوت ندي شجي عندما يقرأ تحس انك تسمع مزامير داوود.

ذاع صيته واشتهر كرجل من أهل القرآن.

أمضى شهر رمضان الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية يصلي بالناس الفرائض والتراويح ثم ما لبث أن فاضت روحه بالأمس الأربعاء السادس والعشرين من إبريل  2023 بعدما صلى بالناس صلاة الظهر وانتظروه العصر والمغرب فلم يأتي صعدوا إلى سكنه فوجدوه قد فاضت روحه لله.

يحكي من لازمه طيلة الساعات الاخيرة قبل موته فيقول:

 

*آخر ما كان من أمر الشيخ عبدالله كامل رحمه الله

_بعد أن صام رمضان وقامه وطاف في العديد من الولايات يقرأ كتاب الله في بيوت الله بصوته الفريد العذب الذي عُرف به

_ختم القرآن لنفسه أربعا وعشرين مرة هذا العام كما أخبرني بذلك وكان قد ختمه في العام الماضي ثمان وعشرين ختمة واعتذر قائلا شغلني كثرة الأسفار هذا العام!!

_استأذنه بعض الأخوة أن يستضيفه في منزله هذه الأيام فاستشارني في ذلك فقلت له أنت ضيف الله في بيته لا تخرج من غرفة الاستضافة في المسجد وأنا أخدمك ولا ينقصك شئ إن شاء الله فوافقني الرأي، وقال أنا أحب هذه الغرفة فلكم ختمت القرآن فيها مرات ومرات (فمات فيها!! ) فالحمد لله الذي وفقنا لذلك.

_مما قال في خاطرته أمس :إلى هؤلاء الذين ينكرون رؤية الله يوم القيامة ،وهل يصبرني على ما أنا فيه إلا رؤية وجه ربي يوم القيامة!

 

_صلينا اليوم الفجر سويا في مسجدنا (مسجد التوحيد بولاية نيوجيرسي) وألقى خاطرة بعد الصلاة ثم جلست أنا وهو في بيتي نقرأ ونتذاكر من الفجر وحتى صلاة الظهر ما توقفنا إلا للطعام أو الشراب

_كانت جلسة لم أر مثلها كنا نقرأ ونتذاكر ونمزح ونضحك ونبكي ونتأثر وأذكر أنه مر على خاطرة عن سورة التكوير فبكى بكاء شديدا، وعن خاطرة عن سن الأربعين وفيها:

إذا تم أمر بدا نقصه .. ترقب زوالا إذا قيل تم

فقال كم عمري؟! قلت بالهجري قد جاوزت الأربعين بخمسة أشهر

فتأثر لما سمع وبدا ذلك على صفحات وجهه!

_وعند صلاة الظهر طلب مني أن أتقدم للصلاة فأبيت إلا أن أقدمه فتقدم والحمد لله فصلى بنا ، وبعد الصلاة قال بعضنا لبعض لنسترح قليلا ثم نواصل فنمت ونام، وقمت وما قام!! وكانت الفاجعة!

ذهبت لأوقظه فإذا بروحه قد صعدت إلى باريها

_ فجعت به فاجعة لم أفجع بمثلها ،فقد كان يجمعنا حب في الله لا حدود له وكان يقول لي : سبحان الله الذي ألف بين قلوبنا، وكان يحبني جدا ويعبر دائما عن محبته.

 

_وأنا والله يا صاحبي أحبك في الله حبا جما والحمد لله الذي جمعني بك على محبته وأن فارقتني على محبته

وأحمد لله أن جعلني آخر من جالست وآخر من حدثت وإني والله لفراقك لمحزون محزون

 

ولا أقول إلا ما يرضى ربي فإنا لله وانا اليه راجعون

رحمك الله يا صديقي وجمعني بك في جنة الفردوس بغير حساب ولا سابق عذاب”انتهى كلامه.

ومن اخر ما قرأ بالناس إماما:

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.