تصنيف الأداء
بقلم / الفنان أمير وهيب
أتأمل حياة الانسان ، فألاحظ اهتمام الدول العظمى بمادة هامة اسمها ” التصنيف ” و التصنيف هو التقسيم الي مجموعات يكون لها نفس المواصفات وتشترك في خواص وصفات عديدة. لذلك نجد التصنيف يشمل الناس والنبات والحيوان وكل حاجة.
وعلى رأس هذا التصنيف ، تصنيف الدول وهم ثلاث مستويات أول وثاني وثالث.
والتصنيف هو ضمنا ترتيب ولكن الترتيب ليس تصنيف. وفي تصنيف الناس الي فئات ، نجد ان التصنيف الاكثر وضوح ، المرئي ، هو التصنيف الاجتماعي ومستوياته غني ومتوسط وفقير ، اقرب الي تصنيف وسائل النقل ، درجة اولى وثانية وثالثة .والتصنيف عادة هو ثلاث مستويات ، درجات ، او أربعة كما في حالة درجات الاستاد ، مقصورة وأولى وثانية وثالثة.
و لكن الترتيب يمكن أن يمتدد لرقم كبير.
و التصنيف يعتمد على معيار و مقياس اساسي هو ” النتائج ” ، يعتمد على ارقام ، هو ” احصاء “.
لذلك هذا التصنيف سوف أطلق عليه ” تصنيف النتائج ” و هو التصنيف الدارج المتعامل به في اي عملية تصنيف لأن الأرقام دليل و برهان قاطع و لا يمكن الجدال.
التقييم
و لكن هناك تصنيف آخر غير مرئي ، التقييم من خلاله يعتمد على الأداء ، و هذا الدليل و البرهان ليس قاطع لأن عملية التقييم ” فنية ” و نحتكم فيها لأسلوب الشخص اطلقت عليه ” تصنيف الأداء ” ، الأداء من خلال نشاط الانسان ، الأداء العملى ، المهني. فكيف نحتكم الي مثل هذا التصنيف و ما أهميته.
* اولا ، هناك ناس لديها ” حلم ” تريده حقيقة ، و هذا الحلم عادة يكون مصاحب شخص ذو موهبة ، و يحدده الدافع و الرغبة و حجم الموهبة و يكون بمثابة القاطرة التي تقود الموهبة و بالتالي يتحكم في تحريك هذا الشخص و يتحكم في السرعة و التوجيه ، و الحلم لا يكون اختياري ، لأنه مصاحب الموهبة و لأن الموهبة ” هبة ” ، لا احد يختار موهبته اذن هي ايضا ليست اختيار. و الحلم يقود الشخص صاحب الموهبة الي مستوى تتناسب مع حجم الموهبة و قدرات هذا الشخص.و هذه الفئة من الناس عددهم قليل.
* و هناك فئة أخرى لهم حالة مختلفة هم الناس الذين لديهم ” هدف ” ، هذا الهدف يختلف و يتنوع على حسب قدرة الشخص و درجة استعداده ، و دافع و رغبة ايضا ، و ما بين هدف بسيط و هدف صعب ، يبدأ هذا الشخص محاولة تحقيق هدفه.
* و الفرق بين الحلم و الهدف ، أن الحلم هو الذي يحرك الشخص و يقوده و لكن في حالة الهدف الشخص هو الذي يتحرك و يسعى لكي يصيب الهدف.
و بعض الناس تصف هؤلاء بأنه عنده ” طموح ” و لكن لا استخدم هذه الكلمة فكلمة هدف أوقع و اوضح.
* و هناك فئة من الناس عندها ” هواية ” و الهواية فرصة عظيمة لممارسة نشاط محبب للاستمتاع و استثمار الوقت بشكل ايجابي. و لها دافع و رغبة ايضا و يتحرك الانسان تجاها و لكن بدرجة اقل لان الهواية درجة ندائها اقل ، و حتى و ان كانت هامة الا انها ليست من الأولويات لأن الهواية ليست حرفة.
* اذن تصنيف الاداء هو ثلاث مستويات ، حلم و هدف و هواية.
* و لا يمكن الاقتراح على شخص أن يكون له ” حلم ” و لكن يمكن الاقتراح عليه أن يحدد ” هدف ” و اذا لم ينجح في تحقيق الهدف ، عليه أن يستبدل الهدف بهدف اقل صعوبة.
الفرق بين الحلم والهدف والهواية
* حلم و هدف و هواية هي من الامور التي تجعل للانسان حياة إيجابية.
* و كيف يمكن التعرف على الفرق بينهما ؟
*الحلم مرتبط بموهبة فنية ، بحيث أن هذا الشخص سوف نلاحظ انه يمكنه أن يمارس هذه الموهبة حتى و هو في سن الشيخوخة و هو غير قادر على الحركة منهك القوى ، فقوة تحريك الحلم اقوى و لا تضعف ضعف الجسد لأن القوة ذهنية ، هؤلاء عادة بيكون رسام او موسيقى او كاتب.
* و لكن في حالة الهدف ، بعد تحقيقه ، سنجد أن هذا الشخص ، اكتفى بما حققه و لا يمارس هذا النشاط و منهم من يفضل الراحة فتحقيق الهدف كان صعب و مرهق.
أهمية هذا التصنيف
* و ما أهمية هذا التصنيف ؟ هذا التصنيف يمكن من خلاله توجيه الناس و الارتقاء بادائهم حتى ننتقل ب ” مصر ” من مستوى دول العالم الثالث الي مستوى دول العالم الثاني.
* هذه مهمة وزارة التضامن الاجتماعي و وزارة قطاع الأعمال ، في ابتكار برنامج تأهيلي و إعلان باستدعاء من لديهم هواية ، و وضعه في مكان يناسب قدراته ، برنامج اقرب الي أن يكون خلق فرص عمل و إيجاد وظيفة و لكن ستكون وظيفة اقرب الي عمل حر ، بحيث أن مصر تستفيد من من لديه موهبة في عمل شئ بدل من إهدار طاقة الشباب.
* و هنا ايضا دور مؤسسات المجتمع المدني ، في كيفية ترغيب المصريين في الانتاج.
* و اذا فرضنا أن الدولة لن تستطيع تهيئة ” حلم ” لدى الناس و لكن يمكنها التخطيط لجعل الإنتاج ” هدف ” من خلال نسبة كبيرة من الشباب لديها هواية لا تعرف كيفية استغلالها.
* انا فنان لديه حلم ، و لكن أثناء ادائي الفني ظهر هدف و هو أن انقل مصر من مستوى الدرجة الثالثة الي مستوى الدرجة الثانية.
* وخلال مسيرتي تعرفت على كافة المستويات ، والمعلومة المؤكدة هي أن التواجد في الدرجة الاولى له شروط و المال فقط لن يكفي فكل من هم في هذه الدرجة هم ناجحين في مجال عملهم و بالتالي التواجظ فقط عن طريق المال ليس له أي اهمية فمجتمع المستوى الأول هو مجتمع منتج لذلك دول الخليج الغنية ليست موجودة في التصنيف الأول.
* اما اذا كنت راكب القطار ، فالفرق بين الجلوس في الدرجة الثالثة والدرجة الثانية يستحق أن تجتهد لأن الدرجة الثالثة متواضعة جدا.
أمير وهيب
كاتب وفنان تشكيلي