أراء وقراءات

حسن نصرالله وضرورة إنتصار غزة والمقاومة

الخطاب الوحيد المباشر عن الأحداث والمتغيرات الاستراتيجية في المنطقة العربية

بقلم / الدكتور محمد النجار

تَتَبْعت خطاب الأمين العام لحزب الله “السيد حسن نصرالله” يوم الثلاثاء 06-08-2024م ، وهو الخطاب الوحيد المباشر الذي أراه في المنطقة العربية الذي يتحدث عن الأحداث الجارية والمتغيرات الحالية في المنطقة.

وهو الخطاب الثاني للسيد حسن نصرالله له خلال اسبوع الأول كان في تأبين قائد المقاومة في حزب الله فؤاد شكر الذي اغتالته القوات الاسرائيلية في جنوب لبنان.

اسرائيل هي التي صعدت الصراع في المنطقة

وأشار السيد حسن نصرالله الى أن اسرائيل هي التي صعدت الصراع في المنطقة ، وهي التي بدأت بالهجوم المباشر على ايران واغتالت ضيفها الكبير رئيس حركة حماس الشهيد اسماعيل هنية في طهران.

قصفت المنشآت المدنية الحيوية للبترول في ميناء الحديدة

كما أن اسرائيل هي التي قصفت المنشآت المدنية الحيوية للبترول في ميناء الحديدة في اليمن ، وأحرقت مصفاة البترول والمنشآت الكهربائية في اليمن. واسرائيل هي التي قتلت القائد العسكري للمقاومة في حزب الله فؤاد شكر. وهي بذلك التي استفزت بإجرامها وهمجميتها كل جهات المقاومة، وتستحق الرد عليها ، ومايجري لها من عقاب.

إلزامية رد جهات المقاومة

إلزامية رد جهات المقاومة على الهجوم الاسرائيلي ونتيجة لهذا الهجوم الإجرامي الاسرائيلي المباشر على ايران واليمن وحزب الله ، ألزمت تلك الجهات نفسها بضرورة الرد القوي الذي يردعها ،ويوقف إجرامها وهمجيتها وكسر شوكتها . رد المقاومة الجماعي أو المنفرد لردع اسرائيل . ووصف السيد حسن نصرالله الرد على التصعيد الاسرائيلي قائلا : أن الرد على اسرائيل سيكون قويا ومؤثرا، وسيأتي الرد من تلك الجهات جماعيا ، أو منفردا بالشكل الذي يضمن التأثير القوي الذي يردع اسرائيل.

معاقبة اسرائيل بانتظارها للهجوم

وبالفعل فإن انتظار اسرائيل للهجوم المتوقع عليها من ايران وحزب الله واليمن ، إنما هو نوع من العقاب الشديد لها ، حيث تتوقف كافة اجهزة الدولة الهمجية ، وتقف على قدم وساق متأهبة فترات طويلة لهذا الهجوم المنتظر ، بما يشل الحركة العامة في تلك الدولة المزعومة اسرائيل.

امكانيات المقاومة أفقدت الردع الاسرائيلي

ومن خلال متابعة الأحداث في المنطقة العربية ، ظهرت متغيرات عسكرية حديث ، فلم تعد اسرائيل هي التي تملك الهجوم والردع. بل أصبحت المقاومة في غزة تستطيع المبادرة بالمعركة ، مثلما حدث في هجوم حماس في 7 اكتوبر 2023م ، واصبح حزب الله يمتلك مسيرات وصواريخ يستطيع بها الوصول الى العمق الاسرائيلي حيث قصفت المسيرات اللبنانية مواقع عسكرية في تل ابيب(يافا) ، بل ووصلت مسيرات الهدهد لتصوير كافة المواقع الاسرائيلية في كافة انحاء الاراضي المحتلة.

هدهد حزب الله يثير الذعر في اسرائيل

واستطاعت الصواريخ والمسيرات اليمنية تؤثر في الملاحة الدولية في البحر الأحمر ،وتؤثر سلباً بقوة في الاقتصاد الاسرائيلي. كما استطاعت المسيرات والصواريخ الوصول الى أبعد مسافة لها في ميناء ام الرشاش(إيلات).

الخسائر الاسرائيلية نتيجة مقاومة لبنان

وأصبحت اسرائيل تتعرض لخسائر فادحة بمليارات الدولارات نتيجة صواريخ ومسيرات حزب الله التي تصل العمق الاسرائيلي .

فتستطيع تلك الصواريخ تدمير مئات المصانع الاسرائيلية خاصة مصانع الكيماويات والتكنولوجيا والصناعات الغذائية في غلاف لبنان ، ، وغيرها والتي تتركز شمال اسرائيل المتاخم للجنوب اللبناني والتي تبلغ تكلفتها مايزيد عن ((130))مليار دولار ، واستغرق اقامتها ((34))سنة ، وامكانية تدميرها في نصف ساعة .

هذه الخسائر بخلاف الخسائر المترتبة على توقف المطارات والمنشآت المدنية الآخرى.

المخاطر المحدقة بالمنطقة العربية نتيجة خذلان غزة

وبتحليل الموقف العام لحرب غزة ، بالإضافة الى خطاب الامين العام لحزب الله “حسن نصرالله” ، يتضح لنا مدى المخاطر المحدقة بالمنطقة العربية في حال خذلان المقاومة في غزة. و تتضح تلك الآثار الخطيرة المترتبة على هذا الخذلان على دول المنطقة العربية ، خاصة لبنان والاردن ومصر وسوريا وباقي الدول العربية .

ومع ثقتنا في نصرة الله للمقاومة في غزة ، فإننا نحذر بشدة التخطيط الاسرائيلي والمساعدة الامريكية له في التوغل في المنطقة العربية إذا استطاعت اسرائيل الانتصار على غزة–لاسمح الله. وستكون الخطورة المترتبة الدولة السورية حتمية ، خاصة وقد ضمت اسرائيل هضبة الجولان لاراضيها واعتراف الرئيس الامريكي ترامب بهذا الضم.

كما سيترتب على هذا الخذلان امكانية تهجير كل سكان غزة والضفة الغربية الى الاردن وما يترتب على ذلك من فوضى عارمة قد تطيح بدولة الأردن. ونحذر من خطورة ملاصقة العدو الاسرائيلي الغادر من الحدود المصرية.

((فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد )) سورة غافر (44)

د.محمد النجار 06-08-2024 الثلاثاء 06صفر1446هـ (طوفان الاقصى305)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق