أراء وقراءات

خربشات في صباح العيد

أفقد السيطرة على قلمي المتمرد

يفر من بين أصابعي

كعصفور استطاع الفرار من مخالب قطب مفترس

التقطه ثانية

يسكب مداده على غير هدى

يسيل على مشاعر أفكاري المشتتة المشردة

أحاول لملمتها من الشتات والضياع

من بين قباب الظلام

عبثا أحاول

القهر يحيط بها

وسياط الظلام

أتمدد على أريكتي البالية

لأصبح كالخشب المسندة بلا حياة

تتسمر نظراتي في سقف الغرفة الشاحب

أحاول أن أصغي إلى دقات قلبي بأنه ينبض

فيشعرني بأنني ما زلت على قيد الحياة

تسري في جسدي رعشة جامحة

تصيبني بالتعرق من رأسي حتى أخمص قدمي

أشعر بالبرد يسري في أوصالي

أفر إلى فراشي الإسفنجي

أتدثر ببقايا غطاء مهترئ

مما جادت به منظمات تدعي الإنسانية

تعود عيني تحملقان في سقف الغرفة

تتسمر نظراتي فيه

تأخذني إلى أزقة الحارات القديمة

أتجول فيها

أرى الأطفال يركبون الأراجيح

وصوت بعضهم يصيح خوفا

ممزوجا بصوت سنابك الخيل التي يمتطونها

هناك تكبيرات تتعالى حول خروف العيد

تتزايد حلقات الأضاحي بجانب الأبواب

تبريكات في كل الأنحاء

وأريج حلوى العيد تفوح من النوافذ

وقفت على الأبواب أقبلها

مددت يدي أتمسح بعطرها

هللت مكبرا

شدوت  أهلا بالعيد

دخلت حلقات الأطفال

رددنا معا أغاني الفرح

سالت دمعة ساخنة على خدي البارد

وسرت بجسدي رعشة غاضبة

العرق يتصبب كسيل عارم

وعيناي تحملقان في السقف كانها تنتظر الموت المحيق بي

صرخت أين العيد

هل تأتي إلينا أم نرحل إليك

آه يا عيد

لم يبق منك سوى اسمك

مختارة من صفحة د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي

كاتب وشاعر سوري 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.