أراء وقراءات

عود على بدء ..رثاء قرية

بعد غياب طال عقودًا

في داخل مصر وخارجها

جوال في المشرق والمغرب

مابين بلاد وشعوب ولغات شتَّى

عدت سعيدًا نحو البلدة

الشعراء،،،،عند مصب النيل هناك

مسقط رأسي في دمياط

حيث ولدت وتربيت وتعلمت

حيث لعبت مع أقراني وتسامرت

حيث حلمت وتمتعت بحضن الأهل

ودفء الصحبة والأحباب في الشعراء

يحدوني شوق جارف وحنين

عدت بقلب أعيته الغربة وفراق سنين

يحمل عبق الأيام وشوق المنتظرين

وشرعت أدندن وأغرد مثل الطير

العائد نحو العش بعد عناء وأنين

نحو الأهل ونحو الصحبة والأحباب

حيث خضار الأرض الخصبة

حيث حقول تنتج خيرا ، تطرح وردًا

تزرع أملًا في بلدتنا في الشعراء

ظل القلب يرفرف مزهوا وفخورا فرحا

لكن .. وآسفاه  !!

غاب كثير من أهل ورفاق رحلوا دون وداع

كانوا يوم تركت البلدة ملء العين وملء السمع

وملء القلب … في الشعراء

غابت زقزقة عصافير الصبح

حالت ضوضاء كثيرة

دون سماع صياح الديك عند الفجر

ماعادت رائحة الياسمين والورد البلدي

تفوح كما كانت عند غروب الشمس

ذبلت أعواد الياسمين وفروع الصفصاف

وأشجار التوت وأشجار الجميز انقرضت

انتصرت موجة إعمار البلدة

فانحسرت خضرتها وانكسرت نضرتها

وجناينها رحلت وانهزمت

وكتاتيب من زمن فات زوت واندثرت

فتهاوت قيم ورواسب في البلدة علقت

لكن بقي الأصل الخير ، بقي الناس

وخصال طيبة وطبائع صمدت

بقي الصناع الأفذاذ المهرة

وكثير من خل وأخ بقي وفيًا

بقي الدفء وبقي الود وبقي الحب

وعيون وقلوب شباب صاعد واعد

يأمل ، يعمل ، يتطلع نحو الأفضل للشعراء

بقلم السفير رضا الطايفي 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.