فتح الرحمن ببيان الأسباب الموصلة للاطمئنان
كتب/هاني حسبو.
يحتاج العبد المسلم في طريقه إلى الله وإلى المعيشة في الحياة لأمر هام جداً حتى يستطيع أن يصل إلى بر الأمان ألا وهو “الاطمئنان” وتزداد الحاجه لهذا الأمر في أوقات الشدة والأزمات كالتي نمر بها الآن.
لذا كان من الفطنة أن يبحث الإنسان عن كيفية الوصول لهذا الأمر.
الاطمئنان معناه السكون والاستقرار.
والطمأنينة خلق من أخلاق القرآن الكريم تحدث عنها في أكثر من موطن قال أو لم تؤمن ؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ” البقرة 260″
الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب “الرعد 28 “
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية الفجر” 27 “
وقد أرشدنا القرآن في غير ما موضع من كتابه إلى الطرق والأسباب الموصلة للاطمئنان ومنها:
الإسلام كما قال تعالى:
“فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ” الانعام 125.
ثم يأتي الايمان على رأس هذه الأسباب بعد الإسلام كما أخبرنا الله تعالى:
“الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب” الرعد 28.
وثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“عجباً لأمر المؤمن إن أمره كلّه خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن”
أي أن من يؤمن بأن الله صادق في وعده لمن قام بالعمل الصالح وصبر على الشدائد يشعر بالطمأنينة مؤكداً قول الله تعالى: «من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون». (النحل 97).
ثم يأتي أمر هام جداً علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم إلا وهو الاستعاذة من الهم والحزن:
كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يستعيذ من هذه الأمراض, كما أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن و واعوذ بك من العجز والكسل, واعوذ بك من الجبن والبخل, واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال».
وختاما لهذه الاسباب المباركة يأتي ذكر الله عز وجل دافع رئيس لحصول الطمأنينة كما قال تعالى”ألا بذكر الله تطمئن القلوب” الرعد 28.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يمن علينا بالأمن والأمان والطمأنينة.