احدث الاخبار

لَكِ اَللَّهُ يَا فِلَسْطِينُ

بقلم / مِدْحَتْ مُرْسِي 

قَالَ جُوسْتَافْ لُوبُونْ فِي كِتَابه حَضَارَة اَلْعَرَبِ ” لَقَدْ أَدْرَكَ اَلْخُلَفَاءُ اَلسَّابِقِينَ اَلَّذِينَ كَانَ عِنْدَهُمْ مِنْ اَلْعَبْقَرِيَّةِ مَا نَدَرَ وُجُودٌه فِي دَعَةِ اَلدِّيَانَاتِ أَنَّ اَلنُّظُمَ وَالْأَدْيَانَ لَيْسَتْ مِمَّا يَفْرِضُ قَسْرًا فَعَامَلُوا أَهْلَ مِصْرَ وَسُورْيَا وَإِسْبَانْيَا بِرِفْقِ عَظِيمٍ تَارِكِينَ لَهُمْ نَظْمِهِمْ وَمُعْتَقَدَاتِهِمْ ”

فَالْحَقُّ أَنَّ اَلْأُمَمَ لَمْ تَعْرِفْ فَاتِحِينَ رَاحِمِينَ مُتَسَامِحِينَ مِثْل اَلْعَرَبِ وَلَا دِينًا سَمَحَا مِثْلٌ اَلْإِسْلَامِ

إَنَّ اَلْحُرِّيَّةَ اَلَّتِي أَعْطَاهَا اَلْقُرْآنُ لَمِنْ يَكْذِبُونَ بِهِ أَعْطَاهَا لَهُمْ سَمَحَا كِرِيمًا لَا مِنَّا وَلَا تَفَضُّلاً فَالْمُسْلِمُ اَلْحُرُّ اَلصَّادِقْ فِي حُرِّيَّتِهِ وَالْحَرِّ حَقًّا وَصَدَّقَا هُوَ اَلَّذِي يُقَدِّرُ اَلْحُرِّيَّةَ فِي غَيْرِهِ كَمَا يُقَدِّرُهَا فِي نَفْسِهِ

 فَلَيْسَ حُرًّا ذَلِكَ اَلَّذِي يَنْطَلِقُ فِي مَآرِبِهِ وَيُقَيِّدُ حُرِّيَّةَ غَيْرِهِ تَقْيِيدًا ظَالِمًا

لَيْسَ حُرًّا ذَلِكَ اَلَّذِي يُوَسِّعُ مَالُهُ وَيُضَيِّقُ مَا لِغَيْرِهِ

هَا هُوَ اِبْنْ تَيْمِيَّة فِي اَلْقَرْنِ اَلسَّابِعِ اَلْهِجْرِيِّ عِنْدَمَا ذَهَبَ إِلَى قَازَانْ مَلِكُ اَلتَّتَارِ يُكَلِّمُهُ فِي شَأْنِ اَلْأَسْرَى اَلَّذِينَ أَسَرَهُمْ:

فَفَكَّ أَسْرَى اَلْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يَفُكْ أَسْرَى اَلْيَهُودِ وَالنَّصَارَىن فَأَبَى اِبْنْ تَيْمِيَّة إِلَّا أَنْ يَفُكَّ أَسْرَى اَلْمُسْلِمِينَ وَمِنْ كَانُوا فِي ذِمَتْهَمْ مِنْ اَلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ،لِأَنَّ لَهُمْ مَالِهِمْ وَعَلَيْهِمْ مَاعَلِيهَمْ.

مدحت مرسي
تربوي وخبير تنمية بشرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى