ماذا تعرف عن صوم المسيحي ؟

بقلم الفنان / أمير وهيب
مذكور في كتب التاريخ ، استنادا الي وثائق دليل إثبات ، على رأسها أعمال عمارة و نحت و رسومات شارحة ، أن ” مصر ” هي أول دولة بمفهومها الشامل ، الذي يتضمن ملك ووزير وحكومة وشعب ، لهم نشاط يتسم بالابداع والوطنية.
مذكور أيضا أن مصر مهد ” الدين ” و أول من اخترع الزراعة.
* الدين في مصر الفرعونية ، مضمونه متطابق مع الأديان السماوية.
و على مر التاريخ ، شعب مصر ، انتقل من حضارة الي حضارة ، و عبقرية هذا الشعب تكمن في قدرة فائقة في التعامل مع كل المتغيرات.
* لذلك لم يكن هناك ادني اندهاش في العلاقة الأخوية بين المسيحيين و المسلمين و التي تتجسد و تتزامن هذه الأيام مع فترة ” الصوم “.
* و لكن صوم المسلم معروف للكافة بما فيهم المسيحيين و لكن ماذا تعرف عن صوم المسيحي ؟
* كلمة الصوم في اللغة العربية معناها الامساك والترك والامتناع ، عن أي فعل أو قول ، أي كان.
و لذلك يكون الصوم بمعنى الصمت ويقال ايضا صامت الريح أي ركدت.
و لكن دينيا ، منذ الديانة الفرعونية ، كان القدماء المصريين في طقوس العبادة ” يصومون ” ، و الصوم هو الامتناع عن الطعام و الشراب و الجماع منذ الفجر حتى غروب الشمس و هو ذات الرتبة و الطقس في الديانة اليهودية وبنفس الحكمة و التقنية.
اي ان ” الصوم ” هو الامتناع عن الطعام و الشراب و الجماع من ” شروق الشمس ” و حتى ” المساء ” ، و هذا يعتبر صيام يوم واحد.
و لكن يمكن ” الاستمرار ” في صيام ” متصل دائم ” أكثر من يوم على حسب قدرة ” الصائم ” ، اذا كان هناك ” ندر ” أو تكفير لتحقيق أمنية كما حدث مع ” أستير ( ملكة يهودية ) ” صامت ” ثلاثة أيام ” متصلة دون طعام وشراب ، صيام دائم ل ثلاثة أيام متصلة ، و” المسيح ” صام ” أربعين يوم ” متصلة ، صيام دائم لمدة أربعين يوم .
* و اخترت لك عزيزي القارئ هذه ” النصوص ” من ” الكتاب المقدس ” ل توضيح المعنى.
١- من ” سفر القضاة ” ، إصحاح ” ٢٠ ” آية ” ٢٦ ” : فصعد بنو إسرائيل ، الشعب كله ، و أتوا بيت إيل و بكوا ، و جلسوا هناك أمام الرب ، و صاموا ذلك اليوم الي المساء ، و أصعدوا محرقات و ذبائح سلامية أمام الرب.
٢- سفر صموئيل الثاني ، إصحاح ” ١٢ ” آية ” ١٦ ” : فتضرع داود إلى اللة من أجل الولد ، و صام داود و دخل بيته و بات مضطجعا على الأرض.
٣- سفر أستير ، إصحاح ” ٤ ” آية ” ١٦ ” : اذهب و اجمع كل اليهود الذين في شوشن ، و صوموا لأجلي ، و لا تأكلوا و لا تشربوا ثلاثة أيام ليلا و نهارا ، و انا و وصيفاتي نصوم كذلك.
٤- إنجيل متى ، إصحاح ” ٤ ” آية ” ٢ ” : فصام أربعين يوما و أربعين ليلة حتى جاع.
* اذن كما هو واضح ، بديهيا ، ممارسة ” الصوم ” هو تضرع إلى ” اللة ” وليس ل ” الناس “.
* صوم المسيح ، و هو دليل صوم المسيحيين و الاسترشاد به و الذي لا يمكن تطبيقه ، لأنه ” معجزة ” من قائمة معجزات المسيح .
* لا يمكن لأي شخص ان يمتنع عن الطعام و الشراب لمدة أربعين يوم ، و لا يمكن الاعتماد على نفس طريقة الصوم اليهودي من الفجر الي المغرب لذلك اقترحت ” الكنيسة ” ، ان يكون الصوم ل ” الله ” هو الصوم عن متع و رفاهية الدنيا بالدرجة الاولى و يكون الطعام و الشراب بسيط و متقشف و لا يحتوى على اي ” لذة ” ، مع قائمة من الممنوعات.
* يعرف هذا الصوم ب ” الصوم الكبير ” و باللغة الإنجليزية Lent و بالفرنسية Careme.
* و اختم من انجيل متى اصحاح ٦ الآيات ١٦- – ١٨ : ١٦ و اذا صمت فلا تعبسوا كالمرائين ، فإنهم يكلحون وجوهم ، ليظهر للناس أنهم صائمون.الحق اقول لكم إنهم أخذوا أجرهم.١٧ أما أنت ، فإذا صمت ، فادهن رأسك و أغسل وجهك ، ١٨ لكيلا يظهر للناس أنك صائم ، بل لأبيك الذي في الخفية ، و أبوك الذي يرى في الخفية يجازيك.
أمير وهيب
فنان تشكيلي وكاتب ومفكر