البحث العلمى

مفهوم الكون الكبير … (34) من صفات الملائكة

بقلم: د.سعد كامل 

ناقش المقال السابق بعضا من مواقف البشر نحو الإيمان بالملائكة الكرام عليهم السلام، ونستكمل هنا بعض أهم أعمال الملائكة التي تدحض حجج الكافرين وعنادهم، فإذا طلبوا نزول ملائكة ليرونهم، فإن الله يُنَزِّل الملائكة لدعم الأنبياء والصالحين، وإذا كان الكافرون يطالبون بالملائكة رسلا بدلا من الرسل الذين من جنسهم البشري، فإن الله يرسل الملائكة لإبلاغ الرسالة إلى الأنبياء عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم، وكذلك لتنفيذ الأقدار… ثم يلي ذلك عرضا موجزا عن أهم صفات الملائكة الخَلقية والخًلُقية مع التركيز على ما يرتبط من هذه الصفات بمفهوم الكون الكبير:

دعم الأنبياء والصالحين:

تشير عدة آيات من القرآن الكريم إلى دعم الملائكة عليهم السلام للأنبياء والصالحين من عباد الله ومنها الآيات التالية:

-الدفاع عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، كما جاء في سورة التحريم: (… وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4))، وكذلك الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كما جاء في سورة الأحزاب: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)).

-تأييد عيسى عليه السلام بروح القدس وهو جبريل عليه السلام كما جاء في سورة البقرة: (… وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ … الآية (87))، وبإرسال المائدة التي طلبها الحواريين كما جاء في سورة المائدة: (قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (115))، وقد نزلت الملائكة تحمل تلك المائدة كما جاء في التفسير.

-تأييد طالوت بالتابوت كما جاء في سورة البقرة: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)).

-الدعاء للمؤمنين كما جاء في سورة الأحزاب: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43))، والترحيب بهم يوم القيامة في رحاب الجنة كما جاء في سورة الأنبياء: (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103)).

الملائكة رسلاً:

تتفق هذه المهمة من مهام الملائكة الكرام مع التعريف المذكور في المقال السابق عن هؤلاء الخلق الكرام، بل يمكن القول أن هذه المهمة هي الوظيفة الأساسية للملائكة عليهم السلام، ويتضح ذلك من قوله تعالى في سورة الحج: (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (75))، يقول مختصر تفسير ابن كثير “أن الله يصطفي الرسل لتوصيل شرعه وتنفيذ قدره من الملائكة، أو من البشر لإبلاغ رسالته”. فنلاحظ هنا أن مهمة الرسل تشمل كل المهام التي يأمر بها المولى عز وجل رسله. كما يتضح أن الله تعالى قد جهز رسله من الملائكة بالأدوات التي تجعلهم يقومون بوظيفتهم خير قيام وفي أقصر وقت، وأهم هذه الأدوات هي الأجنحة، كما جاء في سورة فاطر: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)).

صفات الملائكة عليهم السلام:

أفرد الصلابي (2010) في كتابه الإيمان بالملائكة فصلا عن صفات الملائكة الخَلْقية، وعن صفاتهم الخُلُقية (صورة المقال الرئيسية):

وحيث أن هذا البحث يحاول التركيز على صفات وأعمال الملائكة المرتبطة بالكون الكبير، فسوف تتم مناقشة بعض صفات الملائكة فيما يلي:

أولا: صفاتهم الخَلْقية:

-عظم خلقهم:

جاء في مقال العرش العظيم (المقال رقم 12 من هذه السلسلة) أن عرش الرحمن سبحانه وتعالى يشغل حوالي 99% من حجم الكون الكبير، فهذا المخلوق الهائل (العرش)، ويبلغ الكون المدرك -بأبعاده الهائلة- أقل من ثلاثة أجزاء من مليون جزء من العرش المجيد، يحمله ملائكة مسخرون لذلك، فكم يبلغ عظم خلق هؤلاء الملائكة الكرام من حملة العرش العظيم؟

جاء عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما أن رسول اللَّه صَلَّى اللَّه عليْهِ وسَلَّم قال: “إنّ ملكا من حملة العرش يقال له: إسرافيل زاوية من زوايا العرش على كاهله قد مرقت قدماه في الأرض السابعة السفلى، ومرق رأسه من السماء السابعة العليا ” حديث صحيح رواه أبو داوود في سننه، يحدد هذا الحديث أن السماوات السبع تنقسم إلى قسم علوي وقسم سفلي، وهذا الملك الكريم الذي على كاهله زاوية من زوايا العرش قد مرقت قدماه في الأرض السابعة السفلى، ومرق رأسه من السماء السابعة العليا، فهذا الملك الكريم يزيد حجمه عن حجم السماوات السبع والأرضين السبع مجتمعة.

ومن مؤشرات عظم خلق الملائكة ما ورد عن رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام في هيئته الملكية، فقد ففي مختصر تفسير ابن كثير حول قوله تعالى من سورة النجم: (وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14)) ورد قوله: روى الإمام أحمد، عن عبد الله أنه قال: “رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته، وله ستمائة جناح، كل جناح منها سد الأفق، يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به عليم”. كما ذكر مختصر ابن كثير أيضا حول قوله تعالى من نفس السورة: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6)) قوله: “وصف جبريل عليه السلام ذو مرة أي ذو قوة، وقيل ذو منظر حسن، ولا منافاة بين القولين فإنه ذو منظر حسن وقوة شديدة”.

ومما يشير إلى عظم خلق الملائكة قصة ملك الجبال عندما ظهر للنبي صلى الله عليه وسلم عند عودته من الطائف، فقد روى الشيخان قوله صلى الله عليه وسلم: ((…فناداني ملك الجبال فسلم عليَّ، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت؟ إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا)). فانظر أيها القاريء الكريم إلى ذلك المخلوق العظيم الذي يمكنه أن يحمل جبلين عظيمين ليطبقهما على هؤلاء الكافرين، وفي نفس الوقت انظر إلى رحمته صلى الله عليه وسلم بقومه فلم يوافق على استئصالهم لكن اختار الهداية لهم ولأبنائهم.

-أجنحتهم وعظم سرعتهم:

إن التفكر في عالم الملائكة الكرام يؤكد الحقيقة الكونية حول ملائمة كل مخلوق في هذا الكون للوظيفة التي خلقه الله تبارك وتعالى من أجلها، فقد جعل سبحانه وتعالى للملائكة أجنحة كما جاء في قوله تعالى من سورة فاطر: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)) فهذه الأجنحة تؤهل الملائكة للقيام بوظيفة حمل الرسائل الإلهية، فتتحقق لهم السرعة والقوة، خاصة مع زيادة عدد تلك الأجنحة، كما وردت الآثار أن الملائكة الكرام ينتقلون بين السماوات في لمح البصر فهم بذلك يقطعون مسافات تناهز المسافة التي يمكن أن يقطعها الضوء في مليارات السنوات… يقطعونها في لمح البصر، فما أعظم تلك المخلوقات من صنع الحكيم العليم!

-قدراتهم الخارقة:

يقوم الملائكة بأعمال تتميز بالقوة والضخامة مما يدل على أن الله منحهم قدرات خارقة، فمنهم من يحملون العرش كما جاء في سورة الحاقة: (وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17))، وقد ذكرنا أعلاه أن العرش يمثل نحوا من 99% من الكون الكبير الذي تمثل السماوات السبع فيه أقل من 1% حجما، كما أن حامل الصور ينتظر الأمر الإلهي بالنفخ في الصور عند وقوع القيامة، تلك النفخة التي يصعق لها من في السماوات والأرض إلا من شاء الله كما في قوله تعالى من سورة الزمر: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68))، فكم هي قوة ذلك المخلوق الذي ينفخ تلك النفخة الهائلة؟

لا يملون ولا يتعبون:

يقوم الملائكة بعبادة الله وطاعته وتنفيذ أوامره بلا كلل كما جاء في قوله تعالى  في سورة الأنبياء: (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20)) أي لا يضعفون، فإذا كانوا يحملون العرش في ثبات، فلا شك أنهم ينفذون ما يؤمرون به من مهام في أنحاء الكون بنفس الثبات والدقة وفقا لمراد الله عز وجل.

ثانيا: صفاتهم الخُلُقية:

يتصف الملائكة بصفات كريمة تجمع أنواع الخير والفضائل (أنظر الصورة الرئيسية عن الصلابي، 2010)، وقد رزقهم الله تعالى هذه الصفات لقربهم منه سبحانه وتعالى، ولأنهم يقومون بأعمال لا يستطيع القيام بها إلا من اتصف بهذه الصفات الكريمة مثل: البر والنظام والطاعة الكاملة والصبر والتواضع وعدم التكبر والحياء… وغيرها من الصفات الحسنة. ومن الصفات الخُلُقية للملائكة الكرام المرتبطة بالكون ما يلي:

-النظام:

جاء في القرآن الكريم بمطلع سورة الصافات قوله تعالى: (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1))، وقال مختصر ابن كثير: “الصافات: الملائكة يصفون عند ربهم”، وقد ورد عند الجماعة عدا البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم؟))، قالوا: وكيف يصفون عند ربهم؟ قال: ((يكملون الصف الأول فالأول ويتراصون في الصف))، وقد جاء في الصحيحين من طريق مالك ابن أبي صعصعة أن رسول الله قال في حديث الإسراء: ((ثم رفع لي البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألفا لا يعودون إليه آخر ما عليهم))، وقد ذكر ذلك  مختصر ابن كثير ضمن تفسير قوله تعالى في سورة الطور: (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4)) ثم قال: “يعني يتعبدون فيه ويطوفون به كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم، وهو كعبة أهل السماء السابعة، وفي كل سماء بيت يتعبد فيه أهلها ويصلون إليه، والذي في السماء الدنيا يقال له بيت العزة، والله أعلم”.

كما أشار القرآن الكريم إلى نظام الملائكة يوم القيامة بأنهم يأتون في صفوف، كما في قوله تعالى من سورة الفجر: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22))، وأشار أيضا إلى أن الملائكة يقفون صفوفا بين يدي ربهم سبحانه وتعالى، كما في قوله تعالى من سورة النبأ: (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)).

-الملائكة يحبون ويبغضون:

لا شك أن الملائكة الكرام أصحاب كل تلك الصفات الكريمة، لا شك أنهم يحبون ما يحبه الله ويبغضون ما يبغضه الله، وقد ورد في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله إذا أحب عبدا دعا حبريل فقال: يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، قال: ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض. وإن الله إذا أبغض عبدا دعا جبريل فقال: يا جبريل إني أبغض فلانا فابغضه، قال: فيبغضه جبريل، قال: ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فابغضوه، فيبغضه أهل السماء، ثم يوضع له البغضاء في الأرض)).

هؤلاء أيها القاريء الكريم هم جنود الله الكرام ورسله لتوصيل الوحي والأقدار، وهذه هي بعض صفاتهم التي تؤكد على عظم خلقهم، وعلى سرعتهم وقدراتهم الخارقة، وتلك هي مرتبتهم العالية عند الله سبحانه وتعالى. نعم هؤلاء هم الملائكة الكرام: الذين نحتاج إلى التفكر فيهم وفي جميع شؤونهم عند ربهم، لعلنا نلتمس من نورهم قبسا يجعلنا ننتظم في سلك الطاعة والإذعان لرب العالمين، مؤمنين بقضاءه ومستعدون للقائه يوم الدين، فاحرص أخي الحبيب على حبهم حتى يحبونك ويدعون لك بالمغفرة والرحمة، وتعالى نتزود بالمزيد عنهم وعن تسخيرهم لتدبير أمور العالمين العلوي والسفلي بأمر الله عز وجل، وذلك في المقالات القادمة ضمن الكلام عن أسماء الملائكة الكرام وعن بعض أعمال الملائكة عليهم السلام، وبالله التوفيق.

المراجع:

-مراجع التفسير والحديث الشريف المذكورة في النص.

-الصلابي، ع (2010): سلسلة أركان الإيمان، (2) الإيمان بالملائكة، مركز الكتاب الأكاديمي، 213ص.

بقلم: د.سعد كامل

أستاذ مشارك في الجيولوجيا – الإسكندرية – مصر

saadkma2005@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.