أراء وقراءات

هل صار التعليم في مصر لمن إستطاع اليه سبيلا !!؟؟

 

بقلم / ممدوح الشنهوري

لم يكن يتخيل أي رَب أسرة في يوم من الأيام ، أن يكون  مرتبه الشهري يكفي بالكاد لتعليم الأولاد ، وموزع بين دروس خصوصية، وشراء ملخصات تعليمية ومصروفات مدرسية، وتصوير مذكرات، وزي مدرسي  ،  وسندوتشات ،و ” اللانش بوكس” وجبة غداء معلبة لأطفال مراحل التعليم الأساسي ” ومصروف يومي ومواصلات ذهاب وعودة من المدرسة أو الجامعة .

ويظل يفكر كيف يسد حاجات المنزل الأخري، من مأكل ومشرب وملبس وعلاج لباقي الأسرة حتي أخر الشهر !؟.

حينما يصل ملخص واحد  لطالب في مرحلة الثانوية العامة   الي ” 300 ” جنيها وربما أكثر في هذه الأيام، فما بالنا بباقي المواد الدراسية الأخري، بخلاف مافيا الدروس الخصوصية، والتي إمتصت وإستنزفت دماء المصريين في السنوات الأخيرة، والتي ربما تقدر تكلفتها سنويا الي عشرات المليارات ، تصب في جيوب المدرسين بخلاف رواتبهم التي يحصلون عليها دون ان يعملوا في مدارسهم .

بسبب طمع وجشع المدرسين، وترك ضمائرهم في منازلهم قبل ذهابهم الي واجبهم الوطني في المدارس والجامعات، حيث تعتبر مهنتهم ، هو أهم واجب وطني، ورسالة سامية. لان نتاج التعليم والتربية الصحيحة هو الذي يرفع ومكانة المجتمع بين الأمم .

لو كل فرد في المجتمع قام بدوره الحقيقي في بناء الوطن وخاصة المدرسيين وغيرهم، لما وصل التعليم في مصر الي هذا التدني الملحوظ في السنوات الأخيرة، حتي في ظل تلك المافيا في الدروس الخصوصية، وإرتفاع حالات الغش بين الطلبة كل عام، ووصلوهم الي العديد من الكليات الغير مؤهلين لها والذي بدوره أدي الي رسوب جماعي ، مثلما حدث في كليتي طب أسيوط وقنا العام الماضي، من جراء الغش الجماعي، وموت ضمائر المدرسيين .

مما يجعلنا نتساءل الأن؟؟ وكلنا ألم. أين هي تلك الرقابة الحقيقية من كل من إنسان وطني ؟!، أين الضمير الحي واليقظ ، أين الخوف من الله سبحانه وتعالى . اناشد كل مواطن يعمل في المنظومة التعليمية في مصر ان يراعي ضميره ، ويؤدي واجبه . ليتخلص أولياء الأمور من تلك الكوابيس التي تؤرق مضاجعهم ،وحياتهم الشخصية من الخوف علي مستقبل ابناءهم كل عام ، بعد أن صار التعليم في مصر الأن ” لمن إستطاع اليه سبيلا ” !؟.

 

 ممدوح الشنهوري

كاتب صحفي و عضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.