أراء وقراءات

آداب المجالس

بقلم / هاله أبو القاسم عبد الحميد

افتكر واحنا أطفال كان والدي عليه رحمة الله كان يجلس بنا ويحكي معنا عن أمور حياتنا ودراستنا وكان يسألنا ويستفسر عن كل ما يحدث معنا في المدرسة ومع الزملاء. وتعلمنا منه ومن مدرسينا الاعزاء أنه عند الدخول على أي مجلس يلزم إلقاء التحية “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته” .

كما كان يؤكد علينا هو ووالدتي ليس كل الناس نجالسها أو نخالطها وعلينا اختيار المجلس المناسب للجلوس به . وايضا أن نجلس حيث ينتهي المجلس وفي الجلوس لابد من الجلوس باحترام ووقار وعدم الاستلقاء او الاتكاء في المجلس وتكون الجلسة صحيحة ومعتدلة  ولا نضع رجل على الاخرى أما الكبار خاصة ،ولابد من الجلوس في مواجهة الاشخاص وعدم اعطائهم ظهورنا ، وعدم اظهار عورتنا في الجلسة ، وعدم الجلوس بين اثنين إلا بإذنهما وهذا وفقاً لتعاليم سُنة نبينا الحنيف إذ قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مطلع حديثه: “لا يحل للرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما…” وعدم التحدث في الطرقات أو الوقوف على الابواب أو السكك وأماكن العبادة، والراحة، فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:« إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ »، فَقَالُوا مَا لَنَا بُدٌّ، إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ:« فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا » قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ:« غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْىٌ عَنِ الْمُنْكَرِ ».

ومراعاة أماكن الجلوس ولا يحق أن نطلب من شخص أن يقوم من مقعده وإذا قام ورجع للمجلس أولى أن يرجع لمكانه . ولابد من احترام الكبير والاستماع لكلامه حتى ينتهي ولا نتكلم إلا بعد ما ينتهي من كلامه. وايضاً الكبير أن يراعي الصغير في المجلس وأن يستمع إليه كما كان يفعل رسولنا الكريم في مجالسه وهذا ما تعلمناه من تعاليم ديننا .

ولكن في أيامنا ه1ه نجد من يتجسس على كلام الاخرين ، ونقل الكلام والتدخل في الكلام بين احاديث الاخرين ، وبعد اجهزة المحمول بدأنا نجد مَن يفتح الصوت ليسمع مكالمتك للآخرين دون اذنك .ليس هذا فحسب وتسجيل المكالمات واسماع الاخرين لمكالماتك المسجلة دون اذن صاحبها .كما نجد مناجاة اثنين دون الاخر ،والسخرية من الاخرين في المجالس و التفسيح في المجالس ، وذكر ألفاظ غريبة على مسامعنا والفاظ بذيئة والمزاح باليد وايماءات مختلفة. وانتشار افشاء الأسرار والفتن بين اعضاء المجلس وكل هذا نهانا عنه ديننا الحنيف عن آداب مجالسنا.

فعلينا بالرجوع لآداب المجالس حتى لا يختفي بريق الذهب .

20 من ديسمبر 2020

هاله أبو القاسم عبد الحميد
موجهة بالتربية والتعليم

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.