الصراط المستقيم

آيات ربانيه

بقلم/خالد طلب عجلان

 

 

في هذا البحث حقائق تؤكد أن القرآن هو الكتاب الوحيد في العالم الذي وصلنا كما أُنزل قبل 14 قرناً، على عكس بقية الكتب المحرفة، لنقرأ هذه الحقائق اليقينية…

 

يمكن أن نقول بثقة تامة إن أقدم كتاب موجود بين أيدينا اليوم كما هو دون تبديل أو تغيير هو القرآن. ولا يوجد كتاب على وجه الأرض تتطابق جميع نسخه تطابقاً تاماً إلا القرآن. ولكن هل هناك دليل علمي على ذلك؟

 

مخطوطات القرآن متطابقة بشكل مذهل

 

لو تأملنا المخطوطات الكثيرة للقرآن وهي تعد بالآلاف والمنتشرة في بقاع العالم، لوجدنا تطابقاً مذهلاً باستثناء بعض الأحرف التي لا تغير معنى الآية، بل تضيف معاني أخرى، وهذا ما عُرف بروايات القرآن أو القراءات القرآنية. والإثبات العلمي على ذلك أن العلماء وبخاصة المشككين منهم والمستشرقين لم يعثروا حتى الآن على مخطوطة قرآنية واحدة مخالفة للقرآن الذي بين أيدينا اليوم.

 

وهذا ما تؤكده الآية الكريمة: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9]. وبما أن الله تعهَّد بحفظ القرآن إذاً يجب أن تكون جميع النسخ متطابقة، وهذا ما نراه بالفعل، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها المشككون والملحدون، لم يتمكنوا من العثور على دليل واحد يستندون إليه كدليل على أن القرآن محرف، ولذلك لجؤوا إلى الأحاديث الموضوعة والضعيفة، وإلى القصص غير الصحيحة الموجودة في بعض كتب التفسير لإثبات نظريتهم، وعلى الرغم من ذلك فشلوا في إقناع أحد بأن القرآن محرف.

 

الفرقان الحق يشهد على صدق القرآن!

 

ربما سمعنا جميعاً وبعضنا قرأ مقتطفات من كتاب بديل عن القرآن أسموه “الفرقان الحق” في محاولة كلفتهم الملايين لتشكيك المسلمين بدينهم، ولكن هذه المحاولة باءت بفشل ذريع، فالكتاب الذي بذل فيه مؤلفوه جهوداً كبيرة جداً لم يفلحوا في نشره رغم الإمكانيات المادية الهائلة والدعم الكبير الذي حظي به. والذي يتأمل هذه المحاولة يجدها مليئة بالأخطاء والتناقضات، بل كان الواجب أن يطلقوا عليه اسم “أضحوكة الفرقان الحق” لأنه كتاب مضحك، ولم يصدّقه أحد.

 

وهذا دليل مادي ملموس على استحالة الإتيان بمثل القرآن، يقول تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [البقرة: 23-24]. ونقول سبحان الله! حتى المحاولات التي يبذلونها للتشكيك في هذا القرآن تأتي لخدمة القرآن!

 

القرآن هو الكتاب الوحيد القابل للحفظ في الصدور

 

الكتاب الوحيد على وجه الأرض القابل للحفظ في الصدور هو القرآن، فنجد عشرات الآلاف من الكبار والشباب والأطفال، يحفظون القرآن كاملاً، بل ويحافظون عليه طيلة حياتهم، لا ينسون شيئاً منه. بينما لو توجهنا بسؤال إلى رجال الدين من كل الديانات الأخرى: هل يوجد بينكم إنسان واحد يحفظ كتابه كاملاً؟ لوجدنا الإجابة على الفور لا! والغريب أنه لا يستطيع أي رجل دين غير مسلم أن يدعي أنه يحفظ كتابه كاملاً، لأنه ببساطة يعتبر أن هذا العمل غير ضروري، بينما نجد المسلمين يعتبرون أفضل وأجل الأعمال وأحبها إلى الله أن يحفظوا القرآن غيباً.

 

 

يوجد في العالم اليوم آلاف المخطوطات القرآنية في شتى بقاع الدنيا، والمذهل أننا نجدها متطابقة تماماً، مع اختلاف بسيط في رسم بعض الكلمات أو نوع الخط أو حجم الصفحة ولكن الكلمات المكتوبة ذاتها في جميع النسخ، والمعنى اللغوي لها نفسه في جميع النسخ، وهذا يشهد على أن القرآن محفوظ برعاية الله تعالى.

 

وهنا ربما ندرك معنى جديداً للآية الكريمة: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9]، فكلمة (لَحَافِظُونَ) تعني حفظ القرآن في الصدور وفي السطور، فهو كتاب محفوظ منذ نزوله وحتى يرث الله الأرض ومن عليها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.