الصراط المستقيم

أبو رغال خائن العروبة الأول ملحق حلقة السيرة النبوية (3)

بقلم الدكتور / محمد النجار

عندما بدأت الحملة العسكرية للطاغية أبرهة الأشرم لهدم الكعبة ، وبعد أن جهز الجيش والعدة والعتاد ، لم يكن امامه عقبه سوى الطريق الطويل الذي يسلكه من صنعاء اليمن الى مكة خاصةً أن الفيل الضخم – سلاح ابرهة المدمر – يحتاج الى طريق يتناسب مع وزنه الثقيل حتى لا تغوص أقدامه في الرمال و يهلك الجيش في تلك الصحراء الموحشة ، فضلا عن مقاومة القبائل العربية المحتملة ضد جيشه ، فكان لابد له من دليل عربي خبير بمسالك الصحراء وأسرار أرض العرب وأصول وطبائع قبائلها.

وكلما عرضوا هذه المهمة على دليل عربي يرفض رفضا قاطعا مهما كان الإغراء بالمال أو حتى التهديد بالقتل إدراكا منهم عما يلحق بهم من عار تتلطخ به قبائلهم وتُلوث به سمعتهم.

ولم يقبل بهذه المهمة سوى رجل حقير ساقط -وفي كل دولة أو أمة ساقط- يقبل بالذل لأمته والهوان لقومه، ويُدعى ((أبو رغال)).

دخل الطاغية ابرهة مكة خلف الدليل الخائن ((أبي رغال)) ، فأرسل الله طيرا أبابيل على جيش ابرهة ترميهم بحجارة صغيرة من سجيل مسلطة كل واحدة على جندي فيسقط صريعا ميتا ، وأصيب أبرهة أصابة بالغة ، فدب الخوف والرعب في قلوب جنود ابرهة ، وفروا هاربين بعد مقتل كثيرين منهم ، ورجعت بقايا جيش ابرهة الى صنعاء وهم يحملونه محطما ذليلا كسيرا يجر أذيال الهزيمة والخزي والعار .
وسجل القرآن الكريم هذه الحادثة في سورة الفيل :

((أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ،  أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ، وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)) سورة الفيل

وهلك ((أبو رغال)) الذي أصبح رمزاً للخيانة والعار على مرّ الزمان ، وظلت العرب تلعنه ويرجمون قبره نتيجة خيانته لأمته والتفريط في أوطانه ، واصبح رجم قبره شعيرة من شعائر الحج عند العرب لا يتم حجهم إلا بآدائها في الجاهلية ، فلا يتم حجهم إلّا برجم قبر الخائن (أبو رغال) .
إن الرجم جزاء لكل خائن يخون دينه ووطنه ويفرط في مقدساته وشرف أمته مهما كان الثمن الذي يقبضه ، وستلعنه الشعوب على مدار التاريخ .
اللهم احفظ ديننا وأوطاننا ..وأعد فلسطين ومسرى محمد وكنيسة المسيح عليهما السلام لنا.


د.محمد النجار 03-05-2020م الاحد 10رمضان1441هـ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.