أراء وقراءات

أرطبون أكتوبر

بقلم / احمد يسري جوهر

الارطبون كلمة اصلها اطربون و هي تعريب لكلمة Atribuos و هي رتبة عسكرية عليا كان يمنحها الروم لمن يجمع بين اعمال القضاء وكونه صاحب رتبة عسكرية متقدمة . وجاء في موسوعة ويكيبيديا أن الخليفة الثاني للمسلمين عمر بن الخطاب كانه يلقب الصحابي عمرو بن العاص بِأرطبون العرب لِشدة دهائِه وعبقريته. وقد كان الفاروق عمر بن الخطاب إذا ذكر أمامه حصار القدس ((بيت المقدس)) وما أبدى فيه عمرو بن العاص من براعة يقول : ((لقد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب)).

الرئيس السادات

بعد ان تخرج الرئيس الشهيد محمد انور السادات  رحمه الله في الكلية الحربية عام ١٩٣٨ ، انتقل لسلاح المشاة بالاسكندرية ثم الى منقباد بأسيوط حيث تعرف على جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر ، ثم انقطع ما بينهم بسبب حركة انتقالات الضباط .

انتقل الرئيس الراحل لسلاح الاشارة بالمعادي ، و عند انتقاله للقاهرة  ،  اتهم بالاتصال بجماعة الاخوان فنقل للصحراء الغربية عام ١٩٤١ ، و لاتصاله بالالمان سعيا لطرد  الانجليز  صدر النطق الملكي السامي عام ١٩٤٢ بالاستغناء عن خدمات اليوزباشي محمد انور السادات فخلعت رتبته العسكرية و اعتقل بالزيتون حتى هرب عام ١٩٤٤ . ثم سجن مرة ثانية لاتهامه في قضية مقتل وزير مالية حكومة الوفد .

عمل السادات رحمه الله بمجلة المصور كصحفي من ١٩٤٨ حتى ١٩٥٠ ، ثم عاد للخدمة عام ١٩٥١ بوساطة الطبيب الخاص للملك فاروق وتمت ترقيته لرتبة بكباشي ، وفور حصوله على الترقية التحق بالهيئة التأسيسية لحركة الضباط الاحرار ، والقي على عاتقه مهام محددة كان اولها : الاستيلاء على مبنى الاذاعة ، وتسليم انذار  يحمله الجيش للملك بالتنازل عن العرش مع اللواء محمد نجيب ، وادي جميع المهام الموكلة له بكفاءة و نجاح .

شغل عدة وظائف بعد احداث يوليو ١٩٥٢ اولها رئيسا  لتحرير جريدتي الجمهورية والتحرير من ١٩٥٣ – ١٩٥٦ ، و آخرها نائبا لرئيس الجمهورية ١٩٦٩ – ١٩٧٠ قبل توليه رئاسة جمهورية مصر العربية .

لم يكن الرئيس السادات قائدا عسكريا فحسب للجيش المصري في حربه ضد قوة عسكرية اوهمت العالم بكونها كيان لا يهزم ، بل قاد الدولة ومؤسساتها و شعبها لمواكبة النظم الاقتصادية المستحدثة  مخلصا بما اعانه الله به من العلم والصبر  وما اوتي من التمكين ، بعد الحكم الملكي الاسرة العلوية .

قاد الدولة في حربها مقداما بما يلزم دون خوف او وهن ، ثم قادها في مرحلة السلم بما يلزم من الانفتاح دون تفريط في الهوية .

رحمة الله على رجل نشأ شابا حرا ، و عاش رجلا مخلصا ، ومات شهيدا .

الأربعاء 6 أكتوبر 2921

أحمد يسري جوهر
باحث اقتصادي وسياسي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى