أطفال غزة يكتبون وصاياهم لاستقبال الموت بشجاعة ولقاء الله

وصية الطفل الشهيد ((عمر الجماصي))بسداد دينه
بقلم / الدكتور محمد النجار
عندما قصفت الطائرات منزل الطفل(((عمر الجماصي))) فاستشهد الطفل وأسرته. وبينما يبحث رجال الدفاع المدني عن الجثث تحت الأنقاض لعلهم يعثروا على أحياء ، وجدوا ورقة صغيرة من هذا الطفل يوصي بسداد دين عليه ، مكتوب فيها:
(((أنا عمر الجماصي، عليا دَيْن مبلغ ((واحد شيكل)) من ولد إسمو / عبد الكريم النيرب.. عبد الكريم ساكن بشارع أبو نافذ… وأنا يا أحبابي أحبكم وأتمنى أن لا تتركوا الصلاة.. وأن تحافظوا على قراءة القرآن والاستغفار))).
جيل غزة الرباني

إذا قِيسَت تلك الوصية بمقياس الطفولة الطبيعية التي نعايشها ونشاهدها في المجتمعات الأخرى -غير مجتمع- غزة بما فيها المجتمعات الاسلامية ، فإنها لا تعبر عن مرحلة الطفولة ، وإنما تعبر عن مرحلة الرجولة الحقيقية للإنسان المسلم.
لقد شملت الوصية عدة جوانب نذكر منها :
–المسئولية الشخصية لنموذج هذا الطفل –عمر الجماصي – تجاه حفظ حقوق الآخرين عنده ، ورغم ضآلة المبلغ(شيكل واحد يعني ربع دولار وبالمصري14جنيه) ، إلا أنه سجل مبلغ الديْن وصاحبه ومكان إقامته ، تسهيلاً للحصول على صاحب الديْن وتسليمه المبلغ.
-إعلان حبه للمسلمين تبعا لوصية النبي ﷺ ، حينما كان عنده رِجُل. فمر رجل عليهم ، فقال الرجل الذي عند النبي :يارسول الله إني أحب هذاالرجل ، فسأله النبي ﷺ: أأعلمتَه ؟ قال : لا ! قال : أعلِمه. فَلَحِقَهُ الرجل وقال له : إني أحبُّك في اللهِ، فرد عليه الرجل قائلاً: أحبَّك الذي أحببتَني له. فلما رجع الرجل إلى النبي ، سأله النبي عما حدث،فأخبره، فقال النبي :أنت مع من أحببت.
وهذا الحب يؤدي إلى التوادِّ والتَّراحُمِ وبِناءِ المُجتمَعِ على التّآخي والترابطِ، والمَعانِي الطَّيِّبةِ.
-الدعوة الى الله عبر وصيته بالمحافظة على الصلاة ، ولأهمية الصلاة في الدين الإسلامي ، كانت آخر وصية للنبي حين حضره الموت ((الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم)).
– توصية الناس جميعا بقراءة القرآن ، وهذا صلب الدين الاسلامي العظيم الذي تحتاج إليه البشرية في كل أرض الله. فلن يسود السلام والخير والنماء بغير الصلاح والإصلاح الذي ورد في القرآن الكريم .
-التوصية باللجوء الى الله بكثرة الاستغفار التي هي مفاتيح الفرج ودفع الأذى والرزق وكل خير يتمناه الانسان والمجتمع . قال ﷺ:
((( منْ لَزِم الاسْتِغْفَار، جَعَلَ اللَّه لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مخْرجًا، ومنْ كُلِّ هَمٍّ فَرجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ))) رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه.

إنه الطفل المسلم الذي نشأ في غزة على طاعة الله ووحدانيته ، وهو الجيل الذي لا يهاب الموت في سبيل الله والدفاع عن دينه ووطنه .
الجيل المُرعب لإسرائيل
هذا الجيل الذي ترتعب منه اسرائيل والصهيونية العالمية وأعوانها في كل أرض الله.
وسينتصر هذا الجيل الرباني بإذن الله مهما كانت التضحيات في غزة .
فستذكرون ما أقوله لكم ، وأفوض أمري إلى الله ..إن الله بصير بالعباد.
وللحديث بقية ..بإذن الله
د.محمد النجار 12-04-2025م فجر السبت 13شوال1446هـ(طوفان الأقصى)