المجتمع

أفيدونى… رجل ونصف زوجة..

كتبت / نغم الجارحى

أعترف أن النفس البشرية لا زالت تفاجئنى يوما بعد يوم بأشياء لم أكن أتخيل أن اناقشها يوما وعلى الملأ وأدين بالفضل فى هذا لكل شخص وضع ثقته فى شخصى وطلب منى النصح أو المشورة وأنا أريد منكم المساعدة فى تقديم هذا النصح لهؤلاء الذين قد تكون قست عليهم الدنيا حينا أو غلبتهم أنفسهم حينا آخر
المشكلة قد تكون شائكة ولكنها واقعية وحقيقية وقد يتجاهلها الكثيرون نظرا لحساسيتها وصعوبة مناقشتها فى مجتمعنا وهى
العلاقة الزوجية الخاصة
هو رجل يبلغ من العمر ٤٥ عاما نشأ فى أسرة ثرية جدا ومعروفة فى أوساط التجارة لأب عصامى بدأ من الصفر فيه من الصرامة والحزم والتسلط أكثر من الأبوة والحب والعطف وأم ربة بيت فيها من الحنان والدفء ما عوض قسوة وتسلط الاب وخال صديق للأب وشريك فى التجارة والثراء ويعتبره الاب أكثر من أخ له ويكبر الابن ويبدأ فى العمل مع الاب والخال فى تجارتهم حتى وهو لم يكمل تعليمه بعد فكان يعمل بجانب دراسته ولم يكن لديه أى وقت فراغ للهو او مغامرات او حب فى فترة المراهقة والشباب
ويتم الاتفاق بين الأب والخال على زواج الابن من ابنة خاله حتى لايتزوجها شخص غريب يطمع فى مالها ومال أبيها خصوصا وهى أكبر بناته وليس لديه أبناء ذكور وتفهم كثيرا فى أمور التجارة كأبيهاولم يعترض الابن أو ابنة خاله فهم يعرفون بعضهم جيدا وتمت الموافقة من الطرفين وأقيم الزفاف فى أفخم فنادق القاهرة وانتقل الزوجان الى طابق فى الڤيلا التى يملكها الأب والتى تم تأثيثها بافخم الاثاث وأغلاه ومن اليوم الأول بدأت المشكلة فالعروسة الشابة لا تريد ولا تطيق العلاقة الزوجية واعتبرها الزوج فى بادئ الأمر خوف أو خجل وانتظر عدة أيام ولكنها على نفس موقفها جرب معها كل السبل اللين مرة والعنف مرة وفى كل مرة ينتهى الأمر إلى شعور لا يطيقه اى رجل على نفسه خصوصا وهو طيب ورومانسى ويريد أن يعيش معها ما كان يحلم به ويتمناه وبدأ الزوج ينهار من رد فعل زوجته فى كل مرة يطلب منها حقه الشرعى وبدأ يشكو إلى أمه وأبيه وتم الاتفاق على الذهاب الى طبيبة شهيرة متخصصة فى العلاقات الزوجية وبدأت بعقد.جلسة مع كل منهما ثم معهما سويا ثم أخبرت الزوج أن زوجته لا تشكو من أى مرض عضوى او جسدى يمنعها من ممارسة العلاقة الزوجية الطبيعية ولكنها ربما تحتاج إلى عدة جلسات معها لمعرفة سبب رفضها لهذه العلاقة ووافق الزوج أما زوجته فقد رفضت رفضا قاطعا الذهاب مرة أخرى وأخبرتهم انها سليمة ولا تحتاج إلى جلسات هذه الطبيبة أو اى أطباء آخرون وامتثل الجميع لطلبها على أمل أن تتحسن الأحوال ولكن ذلك لم يحدث
وبدأت المشاحنات والأزمات تزيد يوما بعد يوم بسبب هذا الأمر والزوج يشتكى والزوجة تمتنع وكانت العلاقة الزوجية بينهم تحدث تحت الضغط والاجبار واحيانا العنف وكانت تقبل بذلك على مضض كل شهرين او اكثر وتم إنجاب أطفالهم الثلاثة وهم على هذا الحال وفجأة دبت الخلافات بين الأب والابن والخال بسبب الاختلاف فى أسلوب العمل بين الأب والخال من ناحيه والابن مع سوء حالته النفسية من جهة ثانية وبدأت الزوجة الشابة تتدخل فى أسلوب إدارة العمل وتصر على كتابة بعض اصول التجارة باسمها واسم أبناءها واعتبار هذا امان لها ولأولادها والغريب أن يوافق حماها وأبوها على كل طلباتها حيث يعتبرها حماها ابنة له لا زوجة لابنه
ويترك الابن العمل مع الاب والخال ويتقدم للعمل فى إحدى الشركات الخاصة بمؤهله الدراسى بمرتب أقل كثيرا مما كان يتقاضاه من الاب يكاد يغطى مصاريفه الشخصية فقط ويتكفل الاب بكل مصاريف بيت ابنه وأولاده من مأكل ومشرب ومدارس وملابس وكل ما يريدونه ويعطى كل ذلك لزوجة ابنه وهى تصرف كما تريد
وعندما فاض الكيل به خصوصا بعد.حمل الزوجة بابنهم الصغير وولادته وظلت لمدة ٥ سنوات لا يستطيع الاقتراب منها حتى أصبح هو الآخر لا يريدها وفاتح أبوه وأمه فى ضرورة طلاق زوجته لأنه يريد أن يعيش حياة طبيعية وخصوصا وانه حتى هذه اللحظة لا يعرف لماذا تتصرف معه بهذه الطريقة وهنا ثار الاب ثورة عارمة وأقسم بأغلظ الأيمان أنه لن يحدث هذا وهو على قيد الحياة ورفضت الام النقاش فى هذا الأمر واعتبرته مرفوضا ولن يتم فتحه مجددا مع معرفتهم بحقيقة علاقتهم الزوجية وانقطاعها
وهنا لم يستطع الزوج الاستمرار فى العيش معهم فاشترى شقة وتم الاتفاق على العيش فيها بمفرده مع عدم زواجه وساعدته الام دون علم أبوه وانتقل إليها وكان يذهب إليهم كل يومين للاطمئنان على أولاده وأبيه وأمه واعتبر نفسه اعزب وأعطى كل وقته ومجهوده لعمله وترقى فيه وهو لا يزال يحلم بالاستقرار
وتصادف فى هذا الوقت أن تعرف على أخت صديق له كانت تقيم مع زوجها فى إحدى البلاد العربية وحدث انفصال بالطلاق بعد حدوث مشاحنات ومشاكل بينهما ورجعت مع ابنها لتقيم مع أهلها فى مصر ومنذ الوهله الأولى أحس انها هى المرأة التى كان يبحث عنها ويتمناها طول حياته واحس بالحب الذى لم يعيشه أو يشعر به من قبل وهى ايضا بادلته نفس الشعور وبعد عدة مقابلات فاتحها فى الزواج وأخبرته بالموافقة وهنا قامت قيامة الاب والام ورفضهم الزواج نهائيا ورفضهم طلاق ابنه خاله تحت اى ظرف ومع إصراره ومشاداته معهم سقط الاب مريضا بمرض خبيث فى مرحلة متأخرة لم يتم اكتشافه من قبل واستدعى سفره للخارج وأصبح يؤنب نفسه واعتبر نفسه مسئولا عما حدث لأبيه وأصبح يلازم أباه ويرعاه فى مرضه وابتعدت عنه حبيبته وأثرت راحته وطاعته لأهله الا انه لم يستطع الابتعاد عنها ورجاها أن تنتظره ووافقت وانتظرت ورجع الاب واستمر فى علاجه وفكر فى حيلة أخرى تمنع ابنه من الزواج فأرسل زوجته وأولاده إلى شقة ابنه التى كان قد جهزها لزواجه وأخبره بأنهم سيقيمون معه مع استمراره ببتكفله بجميع مصاريفهم
ومع ضغط أمه وأبيه وزوجته من ناحية وضغط حبيبته بابتعادها عنه من ناحية أخرى سقط فى حالة اغماء مفاجئة ونقل إلى المستشفى فى حالة حرجة واقامت مع والدته ولم تزوره زوجته ولو مرة واحدة إلا أن تماثل للشفاء وخرج مع نصيحة الأطباء له ان يعيش حياة وعلاقة زوجية طبيعية والبعد عن الضغط النفسى والعصبى الشديد الذى كان يعيشه واوصله لذلك

وقد عرض على حبيبته الزواج العرفى فرفضت بشده وهددت بالابتعاد نهائيا هذه المرة بعد انتظارها له لمدة عامين كاملين وهو الان بين أمرين
أما أن يتزوج بدون رغبة أباه وأمه ويخرج عن طاعتهم وقد يموت الاب وهو غير راض عنه ويتحمل حرمانه من كل حقوقه المالية بعد تهديد الاب له بذلك اذا اقدم على هذا الزواج سواء طلق ابنة خاله أو لا
أو يترك الحبيبة التى وجد.نفسه معها وعاشا معا اجمل قصة حب قد لا تتكرر مرة أخرى وقد تتزوج غيره بعد انتظاره عامين كاملين
وهو لا يستطيع اتخاذ القرار ماذا يفعل أفيدونى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.