المجتمع

أفيدونى….(عفوآ ….لا أريدك أبى)

كتبت نغم الجارحى

تطالب كل الأديان ببر الوالدين والإحسان إليهما خصوصا عند الكبر
ولكن كيف نطلب من الأبناء ان يبروا اباءهم أليس من العدل أن يبر الآباء أبناءهم اولا البر فى المأكل والمشرب والتربية والاهتمام والحنان هل من العدل والانصاف أن نطلب من من تأذوا وأحسوا بالظلم وشوهت نفسيتهم التعامل بشكل سوى مع من أذوهم من الاباء والامهات
لقد طالبت كل الأديان ببر الآباء ولكنها طالبت أيضا ببر الأبناء حتى تصلح البنية الأساسية للمجتمع
هى مشكلة منتشرة جدا فى معظم بيوت مصر حاليا ولنكون اكثر ايضاحا منتشرة منذ فترة ولكنها زادت بنسبة كبيرة بعد زيادة نسبة الطلاق
تبدأ القصة لزوجين تم زواجهم بشكل تقليدى كمعظم الزيجات زوجة متفانية وزوج هادئ وتسير الحياة بشكل طبيعى ليس فيها حب وعشق وليس فيها خصام وجفاء كل مافيها شئ من المودة والتعود وسط كل هذا جاءت إلى الدنيا ملاك برئ كانت بالنسبة لهم الحياة وبدأت معها الانشغال الطبيعى للأم والاهتمام المقابل للاب بعمله وتعرف فى هذا الوقت على امرأة أخرى فى مجال عمله وكان له معها تعامل يومى لفترة طويلة وحدث كل شىئ بسرعة أحب الاب المرأة الأخرى وتزوجها وأنجب منها وتم طلاق الاولى كل هذا حدث بسرعة وبدون مشاكل كبيرة من أجل هذا الملاك الصغير واصرار الام على تجنب رؤية الطفلة لأى مشاحنات أو مشادات بين والديها
كل هذا قد يحدث فى حالات كثيرة وقد ينشأ الاطفال أسوياء ولكن ما حدث هو نسيان الاب لهذا الملاك الذى كانت فى يوم من الايام محور الكون لهذه الأسرة الصغيرة وتباعدت الزيارات والاتصالات وانقطعت لفترات طويلة ثم تعود مع مناسبة ما باردة وجافة ولا حياة فيها
كل هذا والأم تأخذ على عاتقها مسئولية التربية والنصح والمتابعة ووضع ابنتها فى أولى اولوياتها ولكن الابنة تبدأ بكره لأبيها يزداد يوما بعد يوما ولا تستطيع فهم أو تبرير تصرفاته وبعده عنها وهى فى أشد الحاجة له ماديا ومعنويا وقد يكون الاحتياج المعنوى اكثر إيلاما
وتكبر البنت وتصبح شابة جميلة ويتهافت عليها الشباب لكسب ودها والتعرف عليها للارتباط بها وهى ترفض أى محاولة للاقتراب منها ويسكن الحزن عينيها وهى تتحدث عن الزواج وتردد كيف لى أن تتأكد أن لايحدث لى ما حدث لأمى
الى ان قابلت الشخص الذى وجدت نفسها معه والوحيد الذى أحست تجاهه بالحب وأنها تريد الارتباط به وتقدم لخطبتها وقابل الام ورحبت الام به وتمت الموافقة على الحضور مع اسرته لطلب يد ابنتها بشكل رسمى
وهنا تفجرت المشكلة اهل الشاب اشترطوا حضور الاب وطلب يد الفتاة منه وترتيب خطوات الزواج معه والسؤال عليه وعلى عائلته وكل ما يتعلق بالنسب واسم العائلة وما إلى ذلك والبنت ترفض حضور الاب لهذه الجلسة وتصر على عدم حضوره خطوبتها أو زفافها وطلب يدها من امها لأنها تعتبر والدها ميتا على حد قولها
مات عندما نسينى يوم تخرجى فى مدرستى أو السؤال على فى مرضى او متابعتى فى طفولتى ومراهقتى حرمنى من احساسى ببنوتى له واحتياجى له فكر فى نفسه وتركنى وانا طفلة ولا أريد أن أتذكره وانا شابة ولا احتاج اليه انا لم يتاح لى اختيار والداى ولكن هم من قرروا انجابى فلابد أن يتحملوا مسئوليتى من البداية
المشكلة الان ماذا تفعل هذه الفتاة هل ترفض الشخص الوحيد الذى أحست به وأحبته وهو ايضا يحبها ويتمناها زوجة له لأنها لا تطيق حضور والدها أو التعامل معه وهى تقول إنه لن يمانع اذا طلبت منه الام الحضور لهذه الجلسة خصوصا بعد كبر سنه وإحساسه بالمرض وإحساسه ايضا بالتقصير معها ولكن بعد فوات الاوان ، أهل الشاب يصرون على حضور والدها والا فلن يأتواوهى ترفض ذلك بشدة

أفيدونى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.