أقلام جافة .. !!! بقلم : سمية تايه
عندما تحمل الأقلام همّ الإنسانية التي تنتمي إليها .. تصنع من الكلمات زوارق تحمل العقول والقلوب لتصل إلى معاني القيم والأفكار التي تُنمّي المجتمعات وترتقي بها في رحلة الألف ميل نحو الإصلاح الذي يبدأ بالوعي . فالقلم الحُرّ ينبض بقلوب الشعوب ، يعيش همومها ، ويعالج قضاياها ، ويساهم في تحديد المسير والمصير .
ولكننا في زمن الثرثرة تعتلي مسارح التصفيق أقلام أصابها الجفاف .. فقد جفت عن كل قيمة وفكرة بناءة ، أو قضية تلامس احتياج الناس .. أقلام مطموسة الهوية .. تتقن دور الببغاء .. عارية من الوفاء لسمائها وترابها وأرضها .. تهدر الحبر دون أن تروي احتياج الأوطان .. بل وتعرقل مصالحها واحتياجاتها .
وكم من حامل لقلم يضرب به لينثر بذور الفرقة والعنصرية !! أو ليتهم الثوابت والقيم خلف أقنعة النهضة والإصلاح ، كثير من أصحاب هذه الأقلام المعتلة والتافهة قد نصّب نفسه لتداول القضايا والمشكلات دون أن يمتلك حسّ المسؤولية أو حتى فن المعالجة ..
هذه الأقلام تتخبط في دروب من الجهالة والعشوائية .. ينطبق عليهم حديث نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم : ((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))
قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟
قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» .
فهل نحن الآن نعيش عصر الرويبضة .. ؟!!
في هذا الخضم .. ووسط غبار الزيف المتطاير ، والأقنعة الملونة .. نقف حيرى أمام ضياع الحقائق وإهدار المصالح .. أين المخرج ؟!
لابد من أن نبحث عن الأقلام النابضة التي تحمل همّ الأمة ورسالتها ، تحمل من العلم والأمانة والإخلاص والبصيرة ما تحتاجه الإنسانية لتستعيد فطرتها وعافيتها .. تناضل لتزاحم في الميدان .. تتصدر بكتاباتهالتوقد شمعة فذلك خير من أن تلعن الأقلام !
إنّ حضور الأقلام المخلصة سينبت غراس الإصلاح في الأرض ، ويرسخ جذور العمل والهمة الفاعلة في اتجاه حاجة الأوطان ، هي منسيباغت الجفاف ،و يحمل القدرة على تشخيص أمراض الأمة وآفاتها ، وتوجيهها نحو الحلول وإدارة أزماتها .. الأقلام الحيّة قادرة بإذن الله على تحريك سكون الضمائر .. هي التي ستثمر وتزهر لصناعة الغد .
( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ) ، سورة إبراهيم الآية ” 24″ِ
