أمانة الحكم .. أبو بكر يسأل عن عمر
عندما ثقل المرض على أبي بكر ، دعا عبد الرحمن بن عوف ، فقال : أخبرني عن عمر ، فقال : ما تسألني عن أمر إلا وأنت أعلم به مني ، قال : وإن ، فقال : هو والله أفضل من رأيك فيه. ثم دعا عثمان فسأله عن عمر ، فقال : علمي فيه أن سريرته خير من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله. فقال: يرحمك الله ، والله لو تركته ما عدوتك ، وشاور معهما سعيد بن زيد ، وأسيد بن الحضير وغيرهما ، فقال قائل : ما تقول لربك إذا سألك عن استخلافك عمر وقد ترى غلظته ؟ فقال : أجلسوني ، أبالله تخوفوني ؟ أقول : استخلفت عليهم خير أهلك .
كان أبو بكر يعرف عمر حق المعرفة فهو أحد المبشرين بالجنة وتوفى الرسول وهو راض عنه لكن أمانة الحكم أبت على الخليفة العادل أبي بكر الصديق إلا أن يستوثق ويسأل عن عمر قبل ان يتولى خلافة المسلمين موقنا بأن الله سائله عن هذا الاختيار .. فأين نحن الأن من هؤلاء الأخيار الذين وفقهم الله لفتح الدنيا بأسرها بصدقهم وأمانتهم وخوفهم من الله …؟؟ فهل هذا مستحيل تحقيقه الأن؟؟ لا .. ليس مستحيلا إذا سلكنا سلوكهم وتخلقنا بأخلاقهم وامانتهم وصدقهم وعفافهم ونزاهة اياديهم وقلوبهم.. والعلمانيون واصحاب المصالح والاهواء لايريدوننا أن ننشر هذه القصص وكأنها تمس تصرفاتهم وتجرح مشاعرهم .. وناقشني بعضهم واتهمنا بالتخلف والرجعية بل بعضهم تطاول بسوء ادب .. ولن نبادله وأمثاله بمثل سوء ادبه .. وسيحكم الله بيننا وبينهم في يوم لاريب فيه .. وسنظل ننشر الخير وننشد العدل والله المستعان على مايصفون.
الجمعة 23محرم1438هـ ١٣ سبتمبر 2017