أراء وقراءات

أَعْرِفُ ذَاتُكَ ( 1 )…أَنَسْ وَامِضٍ قُدُمًا

بقلم / مدحت مرسي 

إِنَّنَا لِكَيْ نُحَقِّقَ غَايَتُنَا وَنَسِيرُ فِي حَيَاتِنَا يَجِبُ أَلَّا نَأْخُذَ أَنْفُسُنَا كَمَا هِيَ عَفْوًا عَلَى عَلَتْهَا لَا بُدَّ مِنْ أَنْ نَتَعَرَّفَ عَلَيْهَا وَنَقْبَلُهَا وَنُعِيدُ تَنْسِيقَهَا إِذَا اِحْتَاجَتْ إِلَى تَنْسِيقِ فَالْإِحْسَاسُ اَلْمَكْبُوتُ بِالْإِثْمِ وَالْفَشَلِ..يَكْبَحُ جِمَاحَ طَاقَةِ اَلْإِنْسَانِ

وَالْأَمْرِ سَهْلٍ فَالتَّابِعَةِ لِلْإِثْمِ أَوْ اَلتَّقْصِيرِ هِيَ اَلِاسْتِغْفَارُ وَالِاعْتِذَارُ

وَالتَّوْبَةُ تُخْمِدُ نَارَ اَلْإِثْمِ

وَهَذَا اَلْإِحْسَاسُ اَلْمُفْرِطُ بِمَا يَقُولُهُ اَلْآخَرُونَ عُنِيَ وَمَا يَظُنُّونَهُ بِي

أَيْضًا مِنْ كَوَابِحِ طَاقَةِ اَلْإِنْسَانِ

اَلْحَلِّ هُوَ..يَجِبُ وَضْعَ اَلْأَشْيَاءِ فِي وَضْعِهَا اَلصَّحِيحِ قَدْرُ اَلْمُسْتَطَاعِ

وَنَقِفُ مَوْقِفًا سَلِيمًا إِزَاءَ أَنْفُسَنَا وَإِزَاء رَبِّنَا

فعِنْدَمَا يُوحِي اَلْإِنْسَانُ لِنَفْسِهِ بِفِكْرَةٍ ..مَعْقُولَةٍ..مَرْغُوبَةٍ..إِيجَابِيَّةٍ

عَلَيْهِ أَنْ يَدَعَهَا تَعْمَلُ وهو مُعْتَقِدًا بِأَنَّهَا سَتُعَبِّرُ عَنْ نَفْسِهَا فِي اَلْعَمَلِ

فَإِنَّ أَفْضَلَ اَلْأَفْكَارِ أَوْ اَلْإِيحَاءَاتِ هِيَ تِلْكَ اَلَّتِي تَكُونُ مَعْقُولَةً مَرْغُوبَةً وَإِيجَابِيَّةً

فَالْعَقْلُ لَا يَتَأَثَّرُ إِلَّا بِمَاهُوَ مُمْكِنٌ..وَيُرَحِّبُ بِمَا هُوَ مَرْغُوبٌ..وَيَعْشَقُ مَا هُوَ إِيجَابِيٌّ

وَهُوَ مِنْ هُنَا يُكَوِّنُ أَمِيلُ إِلَى اَلتَّعْبِيرِ عَنْ اَلْفِكْرَةِ

وَهُوَ يَمِيلُ إِلَى اَلْفِكْرَةِ اَلْإِيجَابِيَّةِ مِنْهُ عَنْ اَلْفِكْرَةِ اَلسَّلْبِيَّةِ

وَلِتَكْوِينِ عَادَاتٍ جَدِيدَةٍ وَأَفْكَارٍ إِيجَابِيَّةٍ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَلْتَزِمَ اَلصَّبْرُ

وَحِينَ نَفْشَلُ لَا يَجِبُ أَنْ نَسْتَسْلِمَ وَنَفْتَحُ اَلْبَابَ لِلْأَفْكَارِ اَلْقَاتِمَةِ اَلسَّلْبِيَّةِ

وَانْ نَتَعَرَّفُ عَلَى نِقَاطِ فَشَلِنَا وَنَدْرُسُهَا دِرَاسَةَ مَوْضُوعِيَّةِ

وَعِنْدَمَا نَتَعَرَّفُ عَلَى نِقَاطِ فَشَلِنَا وَنَعْتَرِفُ بِهَا نَكُون قَدْ وَضَعْنَا أَنْفُسُنَا فِي مَوْضِعِ أَفْضَلَ لِنُعَالِجَ اَلْأَزْمَةَ مَرَّةً أُخْرَى

وَيَجِبُ أَنْ نَبْتَعِدَ عَنْ اَلْفَشَلِ وَالْفَاشِلِينَ وَنُحَاوِل نِسْيَانَهُمْ وَلَا نَنْسَى اَلدَّرْسُ اَلَّذِي اِكْتَسَبْنَاهُ مِنْهَا وَمِنْهُمْ

ويَجِبُ أَنْ نُبِيدَ كُلٌّ مُؤَثِّرٌ يُثِيرُ اَلْعَادَةَ اَلَّتِي نَسْعَى لِلتَّغَلُّبِ عَلَيْهَا وَنتَجَنُّبِهَ

حَتَّى وَإِنْ كَانَ اَلْإِغْرَاءُ يَأْتِي عَنْ بَعْضِ اَلرِّفَاقِ فَيَجِب أَنْ نَتَجَنَّبَهُمْ وَنَتَّخِذُ رِفَاقًا غَيْرَهُمْ وَانْ كَانَتْ بَعْضُ اَلْكُتُبِ أَوْ اَلْأَفْلَامِ أَوْ اَلْمُسَلْسَلَاتِ يَجِبُ أَنْ نَبْتَعِدَ عَنْهَا

ويَجِبُ أَنْ نُنَمِّيَ اَلصَّدَاقَاتُ وَالْمَسَارَّاتُ وَالِاهْتِمَامَاتُ اَلَّتِي تَقُودُ إِلَى القيم و العادة اَلْجَدِيدِة وَأَمَّا أَنْ نَجْلِسَ وَلَا نَفْعَلُ شَيْئًا وَنَبْكِي عَلَى اَللَّبَنِ اَلْمَسْكُوبِ

فَسَيَفُوتُنَا قِطَارُ اَلْحَيَاةِ وَنَتَخَلَّف عَنْ اَلْعَالَمِ

إِنَّ مُهِمَّةَ بِنَاءِ جِيلٍ جَدِيدٍ لَيْسَتْ سَهْلَةً وَلَكِنَّهَا كَذَلِكَ لَيْسَتْ صَعْبَةً وَشَاقَّةً

فَبِتَكْوِينِ اَلْعَادَاتِ تَصِيرُ اَلْعَادَةُ آلَيْهِ مَثَّلَ عَجَلَةَ اَلْقِيَادَةِ فِي اَلْقَاطِرَةِ تَتَطَلَّبُ قَدْرًا مُعَيَّنًا مِنْ اَلْجُهْدِ لِإِدَارَتِهَا فَقَطْ وَسَتَدُورُ هِيَ بَعْدَ ذَلِكَ ذَاتِيًّا وَتَسِيرُ اَلْقَاطِرَةُ فِي تَتَابُعٍ دُونَ حَاجَةٍ إِلَى أَفْعَالٍ إِرَادِيَّةٍ جَدِيدَةٍ

فَالْعَادَاتُ اَلْحَسَنَةُ وَالْأَفْكَارُ اَلْإِيجَابِيَّةُ تَعْنِي

شَخْص إِيجَابِيٍّ فَعَّالٍ…وَالشَّخْصِ اَلْإِيجَابِيِّ..يَعْنِي أُسْرَةً إِيجَابِيَّةً مُنْتِجَةً

وَالْأُسْرَةُ اَلْإِيجَابِيَّةُ..تَعْنِي مُجْتَمَع مُتَطَوِّرٍ مُتَقَدِّمٍ يَنْشُدُهُ اَلْعَالَمُ وَيَنْتَظِرُهُ لِإِنْقَاذِهِ

اِنْسَ وَامِضٍ قُدُمًا

أَعْرِفُ ذَاتُكَ ( 1 )...أَنَسْ وَامِضٍ قُدُمًا 2

مدحت مرسي
تربوي وخبير تنمية بشرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.