إجابية السقوط .. بقلم مدحت مرسي

إجابية السقوط .. بقلم مدحت مرسي 1
صورة تعبيرية من النت


إن عدم السقوط والإستمرار أو بمعنى الدوام والثبات حيث لازوال بعدها
هذه حتما غير واقعية يرد عليها الخالق سبحانه وتعالى في الآية الكريمة: ” وتلك الأيام نداولها بين الناس.
*
فهي سنن- تمحيص-مداولة–موعظة وهكذا هذه قواعد أساسية للتجارب وعدم الإستمرار والسقوط وعدم الزوال .


*
إن السقوط مرتبط بمواعيد ثابته محدده في علم الله.
*
هي جزء من نظام كوني متماسك وفق قوانين ومقاييس زمنية قد تبدو للإنسان طويله حسب قدراته النسبية الموقوته.
*
و شاءت إرادة الله وحكمته في خلقه أن تمد هذه الآجال كي تمنح الفرص الكاملة لكل جماعه أن تكفر عن ظلمها وطغيانها وأسباب سقوطها وأن تسعى إلى الإلتزام بالطريق العادل المستقيم . 


و هكذا ينقسم الناس إلى فريقين :


*
ألا إن هؤلاء وهؤلاء لم يدروا أن كتابهم لم يبلغ أجله
ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة و لكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون. “


*
ومن هنا كانت فكرة المداولة والسقوط كفعل دينامكي يستهدف التمحيص وهذا ليس إفراز تشاؤمي وحزناً وعبثاً ولا حتمية قاهرة يتحول بعدها الناس إلى عبيد مسلوبي الإرادة و لكن المداولة توحي بحركة دائمة لتجدد الأمل و أن هذه الأيام ليست ملكا لأحد فمن هنا لاداعي للتشاؤم أو اليأس أو الهزيمه. 
إن هذه الدينامية أشبه برجل كُتب عليه أن يحيا في مدينة ما وأتيح له أن يغادرها إلى مكان آخر مرتحلاً طالما أسعفته إمكاناته وإرادته إلا أن مصيره دائما هو أن يعود إلى مدينته الأولى .


*
ومن هنا 
إن مسالة سقوط الدولة أو التجارب و الحضارات أي حتمية الإنحلال و السقوط  هي مسألة إمكانية أية أمه أو جماعه أن تعود بإستمرار لكي تنشئ دولة أخرى أو تمارس تجربه جديده و أن تتولى زمام القياده بمجرد أن تستكمل الشروط اللازمة لذلك ومنها 
القوة العلمية “عملية التغيير الداخلي
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
و ضدها السلبي 
ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمةً أنعمها على قومٍ قط حتى يغيروا ما بأنفسهم.


*
إن التأكيد على مبدأ التغيير في جانبه السلبي –الإيجابي هو منح الإرادة البشرية فرصتها في صياغة المصير واستعادة ما سُلب و ما فَلت من يدها 
فما أن بدأت في الشَحذ النفسي و الإستعداد الأخلاقي حتى تكون قادرة على مواجهة التحديات المادية و الخارجية من أي نوعٍ كانت و بأي درجة جاءت فتعجِنُها و تَصوغَها من جديد لصالح الإنسان دارت لها الدورة مرةً أخرى .


*
ملحوظة هامه :
إن التفسير المسيحي للسقوط مبني على فكرة الخطيئة والخلاص فالتاريخ تحكمه جبرية تجعل الأمم المسيحية تتجه في حركة صاعده الى مثلها الأعلى مهما اقترفت من ذنوب و أسباب هلاك وسيقت إلى مصيرَها دون مقاومه أو عناء يحملها الرب عنها بالنَذر الذي قدمه. 
فالسقوط في التفسير المسيحي مسلط على أُولئك الذين لا يؤمنون بفكرة الخلاص والخطيئة. 
أما في التفسير الإسلامي فمنصب على أن كل إنسان و كل جماعه مسؤوله مسؤولية كاملة عن السقوط و النهوض. 
تلك أمةٌ قد خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ” 

 

إجابية السقوط .. بقلم مدحت مرسي 2
مدحت مرسي
                      خبير التنمية البشرية
Exit mobile version