بقلم / رمضان النجار
بدأت الخصخصة بفكرة شيطانية على غرار فيلم أبو كرتونة بطولة الفنان الراحل محمود عبد العزيز . الفيلم الذى قام بتوضيح معلومة مهمة جدا وهى أن الشركات التى يراد طرحها للبيع والتخلص منها بالخصخصة يجب أن تتحول من شركات ناجحة تحقق أرباح سنوية إلى شركات تحقق خسائر ، ثم طرحها للبيع .ويوضح الفيلم أن الخسائر كانت متعمدة وعلى يد بعض الموظفين فى هذه الشركات فى الإدارة العليا وجميع الإدارات والأقسام .
فعلى سبيل المثال كانت هناك شركة كبرى فى مدينة المنصورة تآمر بعض المهندسين ومعهم بعض العمال فى هذه الشركة لوقف خط إنتاج الشركة حتى يتسنى لهم الإطاحة برئيس مجلس إدارة هذه الشركة ليتولى شخص أخر من الذين شاركوا فى هذه الجريمة. وتلك المؤامرة منصب رئيس مجلس الإدارة وقد حدث بالفعل وبعد مرور عدة سنوات تمت الإطاحة بذلك الشخص وبنفس الطريقة والضحية دائما هى الشركة والمؤسسة التى يتم إدارتها بهذا الشكل وبهذا الأسلوب والعاملين ونهاية فيلم أبو كرتونة معروفة جيدا للجميع . تم إثبات أن الشركة لاتحقق اى خسائر وتم وقف بيع الشركة بفضل أبناء الشركة المخلصين وعمت السعادة كل العمال والموظفين ومنعت عنهم شبح التشريد والتسريح من العمل .
سيناريو الخصخصة نموذج مكرر
وما ينطبق على الشركات والمؤسسات ينطبق على المستشفيات ، منذ عدة سنوات ظهرت حالات إستياء كبيرة وسط المواطنين بسبب الإهمال المتعمد وغير المتعمد فى بعض المستشفيات متمثلة فى عدم تقديم الرعاية الكاملة للمرضى ونقص الأدوية الحاد وغياب دور الأطباء فى متابعة الأقسام المشرفين عليها ن ونقص الأجهزة والمعدات التى يجب أن تتواجد فى تلك المستشفيات.
فعلى سبيل المثال مستشفى جامعة المنصورة لايوجد بها جهاز أشعة إيكو لفحص حالة القلب ويتم نقل المرضى لمستشفى الباطنة التخصصى لعمل الأشعة هناك ،ليقف المرضى المصابين بنزيف فى المخ لساعات طويلة منتظرين دورهم لعمل أشعة الإيكو . مشهد طوابير الترولى أمام غرفة الأشعة مشهد رأيته بنفسى وأنا أجر الترولى المستلقى عليه أخى الأكبر المصاب بنزيف فى المخ ،مشهد لايمكن رؤيته فى أى مكان فى العالم . وفى أحد الأقسام كان يطلب من أهل المريض عمل كمادات ثلج لفترات طويلة والأهالى يقومون بشراء الثلج من عصارات القصب الموجودة أمام المستشفيات لكن لاتوجد ثلاجة لحفظ الثلج في قسم به ١٠ غرف ،مع العلم أن المستشفى مليئة بالثلاجات الموجودة فى غرف الأطباء والموظفين فى هذه المستشفى والمصيبة الكبرى والأهم هو غياب دور الأطباء عن متابعة المرضى والإكتفاء بقراءة التقارير فقط .
السبب الأهم لخصخصة المستشفيات
حالات الإهمال الطبى لايمكن لأحد إنكارها فلا يوجد بيت إلا ويشكو إلى الله غياب الضمير وعدم المسئولية فى قطاع مهم بالنسبة للمواطن وهو القطاع الصحى وإذا أردنا الإجابة على السؤال المهم لماذا قامت الدولة بطرح مشروع خصخصة القطاع الصحى والمستشفيات ؟ الإجابة واضحة لاتحتاج لتفسير إهمال بعض الأطباء والعاملين فى القطاع الصحى هو السبب الأول والأهم فى طرح بعض المستشفيات للخصخصة.
رمضان عبد الفتاح النجار
كاتب وباحث