إيهود باراك: إسرائيل على شفا كارثة.. ونتنياهو يجب أن يُجبر على التنحي

كتب / محمد السيد راشد 

جدد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك هجومه العنيف على رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، محذرًا من أن “إسرائيل تقف على شفا كارثة” بسبب سوء إدارة الحرب على غزة، وداعيًا إلى عصيان مدني واسع النطاق لإسقاطه.

وفي مقابلة مع الإذاعة العامة الإسرائيلية، اتهم باراك نتنياهو بمحاولة خلط الأوراق والتهرب من التحقيقات الرسمية حول الإخفاقات العسكرية والسياسية التي رافقت العدوان على قطاع غزة، مؤكدًا أن رئيس الحكومة هو المسؤول المباشر عن الأزمة المتصاعدة داخليًا وخارجيًا.

عصيان مدني ومسارات قضائية

خلال حديثه للقناة 13 العبرية، دعا باراك إلى عصيان مدني شامل، مشيرًا إلى أنه يجب إخراج نتنياهو من الحكم عبر “المسارات القضائية وعدم الأهلية”، وقال: “لا بد من إجباره على التنحي، حفاظًا على ما تبقى من ديمقراطية الدولة ومكانتها الدولية”.

مطلوب صفقة تبادل فورا

وفي تعليق على مقطع فيديو بثته كتائب القسام يظهر الأسير الإسرائيلي “ماكسيم هركين”، صرح باراك بأنه لو كان في السلطة، لذهب فورًا إلى صفقة تبادل أسرى حتى لو كلّف ذلك إنهاء الحرب. وأضاف أن “حماس تستطيع القتال لخمسين عامًا ضد الجيش، لكنها لا تواجه جيشًا مصريًا أو عربيًا”، في إشارة إلى المقترحات الإسرائيلية والأمريكية بخصوص نقل إدارة غزة إلى قوات عربية.

نتنياهو يضلل بشأن ترامب

من جهة أخرى، نفى باراك أن يكون للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب موقف داعم لنتنياهو في ملفات غزة أو إيران، مشيرًا إلى أن “ترامب تخلى منذ فترة طويلة عن فكرة إقامة (ريفييرا) في غزة”، وهو الآن يركز على أولويات أخرى. واتهم باراك نتنياهو بمحاولة تضليل الجمهور الإسرائيلي بادعاء توافقه مع ترامب، على الرغم من الانفصال الفعلي بين مواقف الطرفين.

الليكود يرد: “لا مواعظ من ممزق المجتمع”

وردّ حزب الليكود بزعامة نتنياهو على تصريحات باراك ببيان مقتضب قال فيه: “لن نقبل مواعظ أخلاقية من شخص مشغول بتمزيق المجتمع الإسرائيلي”، في إشارة إلى دور باراك في التحريض على التظاهرات ضد الحكومة في الأشهر الماضية.

لا خطة في غزة.. وتحذير من البقاء الطويل

وفي تصريحات نقلتها صحيفة “يسرائيل هيوم”، حذر باراك من أن “إسرائيل تتعثر في غزة بلا خطة عمل أو استراتيجية واضحة”، داعيًا إلى عدم الانجرار وراء البقاء الطويل في القطاع الذي وصفه بـ”المستنقع”.

سياق دموي وكارثي

تأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه إسرائيل عدوانها الواسع على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي خلّف أكثر من 170 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد عن 11 ألف مفقود، وسط مجاعة كارثية تُخيم على القطاع الذي تحوّل إلى أنقاض.