استراحة “وضوح” .. طبيبة امتياز
حكى لي طبيب صديق هذه الحكاية الطريفة:
القصة دي ترجع لأيام ما كنا إمتياز ، و سنة الإمتياز في كلية الطب دي سنة غريبة ، عجيبة …
لا انت محصل فيها طالب ولا دكتور ولا حتى محصل ممرضة …
المهم … السنة دي ناس بتاخدها شوية جد وشوية تهريج وضحك ..
مع الاستفادة طبعا
و دول أحسن ناس..
وناس تانية بلاش نكمل
كان معانا بقي زميلة واخداها من منظور الطب الطحلبي …
هي كانت فاكرة نفسها الطبيبة الخارقة الحاذقة اللي تقدر تعالج العجل في بطن أمه …
وفاكره نفسها ورثت علم سيد باشا لاظوغلي ..
المهم
كنا مرة في العيادة الخارجية ، فالنايب المفروض بيكشف و احنا الامتياز بنساعده …
يعني ناخد تاريخ مرضي للعيان اللي هو اسمك ، سنك ، شكوتك ، أمك في العشة ولا طارت …الخ
هي بقي كانت واخدة الموضوع جد حبتين ، المهم النايب قال لها خدي history من العيان ده لحد ما آجي..
طبعا هي قفزت علي المكتب و عملت فيها مجدي يعقوب …
العيان كان راجل بتاع ٧٠ سنة ،
وفلاح …. بصحته ما شاء الله ،
و جاي معاه اتنين ولاده كل واحد فيهم تقولش كما الدولاب ..
السمنة البلدي بتبظ منهم ما شاء الله ..
المهم هي قعدت و علقت ع كتفها السماعة بعزة كده وفخر …
وكان قدامها ورق و عمالة تعمل نفسها بتكتب (معرفش كانت بتكتب ايه)
بس يعني عاملة نفسها مهمة و كدة
و ضكتورة بقى..
الراجل قعد وبص لها …
وبعدين بص لولاده ويكأنه كده استصغرها ..
فالدكتورة قالت له خير يا حاج مالك ؟
قالها ( باستنكار كده …)
هو إنتي اللي هتكشفي ؟؟
قالت : يا ريت حضرتك ما تضيعش وقتي و وقت عيانيني اللي بره ، بتشتكي من ايه .. ؟
الصراحة انا نفسي اتثبت من ردها …
وكنت عايز أقوم أسقف..
“عيانيني” دي كانت جامدة جدا.
قوم ايه بقي …
قطع جلال و بهاء تلك اللحظة شكوى المريض…
لما قالها :
الصراحة يا ضاكتورة مشكلتي إن آني و أنا “باظرّط” في الغيط (يقصد باخرج ريح من الدبر) امبارح تعبت قوي من تحت …
بصراحة الكلمة خرمت ودني ..
الغريب بقى إن رد فعل الأخت الزميلة كان عادي جداً ..
و فضلت مكملة كتابة ويكأنها مسمعتش أيوتها حاجة غريبة !!
الأغرب بقى كان ردها !!
هي تقريبا افتكرت انه (بيظرط ) في الغيط دي شغلانة زي مثلا بيزرع أو بيقلع أو بيرش كيماوي أو بيحرت … كده يعني
قالت له ماتزعلش منّي يا حاج …
بس انت في سنك ده مينفعش تظرّط في الغيط نهائي .
الرجل وولاده وانا وكل الموجودين كأننا اتثبتنا ف الأرض بمسامير ..
طبعا هي فهمت ان التظريط في الغيط دا حاجة ليها علاقة بالزراعة زي مثلا الري و الحرث .. الخ
مش ان التظريط ده لفظ فلاحى لا مؤاخذة معناه إخراج الريح !!
أنا بقي ف اللحظة دي كنت بأقول يا أرض ابلعيني قبل الضرب ما يبدأ…
- الرجل اندهش وقالها …
ليه بقي ان شاء الله يا ضاكتورة ؟
- فقالت له مش هاخبي عليك..
التظريط خطر ع اللي في سنك انت كبرت يا حاج ..
المهم تعالي يا حاج اقيس لك الضغط..
الرجل استسلم لها تماما وعمال يقلب كف بكف وهو بيفكر إزاي التظريط خطر ع اللي في سنه …
قالها ما احنا حدانا في البلد يا ضاكتورة الكل بيظرط عادي !!
قالت له : ضغطك كويس بس بص ياحاج…
غالبا اللي حصلك إن التظريط تعب لك ضهرك فعمل لك تعب في الفقرات العصعصية فتعبك من تحت ..
ثم ختمت بجملة رهيبه و قالت له :
و لو يعني ضروري إنك تظرط يا حاج يبقى ماتظرطش لوحدك ..
ابقي خد ولادك يظرطوا معاك في الغيط..
أو يستحسن هما اللي يظرطولك وخلاص ..
طبعا الراجل فتح بقه و ما بقاش فاهم إيه اللي بيتقال ده …
بس تقريبا حس إن في حوار ابن تييييت بيحصل..
فقام اتنطر من السرير وقال أستغفر الله .. أستغفر الله ..
و بص لولاده الميتين علي روحهم من الضحك وقال لهم :
بقى ياولاد الكلب طالعين م البلد من قبل صلاة الفجر علشان تجيبوني لواحدة تقوللي كده !!
ولادك يظرطولك ..!!
حتظرط لي إزاي يا واطي يابن الواطي منك له ؟؟!
على طول فتح باب العيادة و هو مصر انه يضربهم بالعصاية.
ولاد الحلال تدخلوا بسرعة لحل مشكلة سوء الفهم حول التظريط قبل ما تحصل عاركة كبيرة.
من اختيارات الكاتب الصحفي محمد يوسف رزين
مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط