استشهاد القائد رائد سعد: محطة فارقة في مسيرة المقاومة الفلسطينية

في مشهد يعكس حجم التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، أعلنت حركة حماس استشهاد القائد البارز في كتائب عز الدين القسام، رائد سعد، إثر غارة إسرائيلية استهدفت مركبته غربي مدينة غزة. هذا الحدث يأتي في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وخروقات اتفاق وقف إطلاق النار، ليضيف صفحة جديدة إلى سجل المقاومة الفلسطينية المليء بالبطولات والتضحيات.
تفاصيل الغارة الإسرائيلية
شن جيش الاحتلال غارة جوية على مركبة غرب غزة، أسفرت عن استشهاد خمسة فلسطينيين، بينهم رائد سعد الذي يعد أحد أبرز قادة ركن التصنيع في كتائب القسام. الاحتلال وصفه في بيانه بأنه من “مهندسي السابع من أكتوبر”، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية العام الماضي.
كلمة خليل الحية في ذكرى انطلاقة حماس
في الذكرى الثامنة والثلاثين لانطلاقة حركة حماس، أكد القيادي خليل الحية أن القائد رائد سعد ارتقى شهيداً برفقة إخوانه، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني يعيش أياماً صعبة نتيجة حرب الإبادة الجماعية في غزة، والتي خلفت عشرات الآلاف من الشهداء. وأشاد الحية بمناقب سعد، الذي نذر حياته للجهاد والدفاع عن وطنه، وظل مطارداً للاحتلال لعقود طويلة دون أن تفتر عزيمته.
رائد سعد: مسيرة جهادية طويلة
يُعد رائد سعد من القادة التاريخيين في كتائب القسام، حيث لعب دوراً محورياً في بناء البنية العسكرية للحركة على مدار أكثر من عشرين عاماً. برز اسمه مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، حين ساهم في ترتيب صفوف المجموعات العسكرية وهيكلتها. كما نجا من عدة محاولات اغتيال إسرائيلية، أبرزها في عام 2006 عندما استهدف الاحتلال اجتماعاً للمجلس العسكري للقسام.
عملية طوفان الأقصى ودور سعد
في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نفذت كتائب القسام عملية طوفان الأقصى، التي شكلت تحولاً استراتيجياً في الصراع مع الاحتلال، حيث هاجم مئات المقاتلين مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية لقطاع غزة، وأسفرت العملية عن مقتل وأسر مئات الجنود الإسرائيليين. رائد سعد كان أحد العقول التي ساهمت في تطوير القدرات العسكرية للمقاومة، مما جعله هدفاً دائماً للاحتلال.
صمود الشعب الفلسطيني وإصراره
استشهاد القائد رائد سعد يمثل خسارة كبيرة للمقاومة الفلسطينية، لكنه في الوقت ذاته يعكس صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على مواصلة طريق التحرير رغم التضحيات الجسيمة. سيظل اسم سعد محفوراً في ذاكرة الفلسطينيين كرمز للجهاد والثبات، وكأحد القادة الذين ساهموا في ترسيخ نهج المقاومة المسلحة ضد الاحتلال.
سعد أحد أبرز القادة التاريخيين في “كتائب القسام”
عاد اسم القيادي في كتائب القسام الذراع المسلح لحركة حماس رائد سعد، إلى الواجهة، عقب إعلان جيش الاحتلال اغتياله في غارة جوية على سيارة بمدينة غزة، وهو ما أكد خليل الحية، قائد حركة حماس في غزة في كلمته اليوم الأحد لمناسبة الذكرى الـ38 لانطلاقة الحركة.
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام ،يعد سعد، أحد أبرز القادة التاريخيين في “كتائب القسام”، الذراع العسكري لحركة حماس، ومن الشخصيات التي لعبت أدوارا محورية في البنية العسكرية للحركة على مدار أكثر من عقدين.
وفي بيان إعلان الاغتيال، وصف جيش الاحتلال رائد سعد، بأنه “قائد ركن التصنيع في حماس وأحد مهندسي السابع من أكتوبر”.
وفي السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 نفذت كتائب القسام عملية طوفان الأقصى، حيث هاجم مئات المقاتلين على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية لقطاع غزة، فقتلت وأسرت مئات العسكريين الإسرائيليين، “ردا على حصار خانق على القطاع منذ 18 عاما، وتصعيد الانتهاكات بحق المقدسات الفلسطينية والمسجد الأقصى”.
قيادي من الجيل الأول
ولد سعد، في 15 أغسطس/ آب 1972، وهو من سكان مدينة غزة، ويصنف ضمن الجيل الأول من قادة كتائب القسام الذين برز دورهم مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 في ترتيب صفوف المجموعات العسكرية وهيكلتها.
وشغل سعد، عضوية المجلس العسكري لكتائب القسام، خلال تلك المرحلة منذ عام 2003، وكان يعرف بقربه من القائد العام للقسام محمد الضيف، خلال فترات سابقة.
وتعرض سعد، لعدة محاولات اغتيال إسرائيلية خلال السنوات الماضية، أبرزها في عام 2006، حين استهدف سلاح الجو الإسرائيلي اجتماعا للمجلس العسكري لكتائب القسام، إلا أن سعد، نجا من الغارة.
ويُعد القيادي في القسام، منذ سنوات طويلة، من أبرز المطلوبين للاحتلال.
من لواء غزة إلى ركن العمليات
وتقلد سعد، خلال مسيرته العسكرية مناصب قيادية متعددة، أبرزها قائد لواء مدينة غزة، قبل أن يتولى لاحقا قيادة التصنيع العسكري في كتائب القسام، وفق إعلام محلي.
وفي مرحلة لاحقة، شغل سعد، منصب قائد ركن العمليات بالمجلس العسكري العام، قبل أن تسند هذه المهام لاحقا إلى محمد السنوار، فيما ظل سعد، أحد أهم القادة العسكريين داخل البنية العسكرية والتنظيمية للحركة.
وبعد توقف حرب الإبادة، شغل سعد، عضوية المجلس العسكري الجديد ضمن مساعي القسام لإعادة تنظيم صفوفها، حيث يشغل إدارة العمليات العسكرية، ويُنظر إليه بوصفه الرجل الثاني في القيادة بعد عز الدين الحداد.
ويعتبر سعد، وفق المصادر ذاتها، الأكبر سنا والأكثر خبرة وأقدمية بين القادة العسكريين الحاليين، ومن أكثرهم اطلاعا على تاريخ وتفاصيل العمل العسكري لكتائب القسام.
وكان يعول عليه كثيرا على صعيد إعادة إحياء البنية العسكرية للتنظيم التي تضررت كثيرا خلال سنتين من الحرب.




