استقالات جماعية في الحكومة الهولندية رفضا للعدوان الإسرائيلي على غزة

حماس : موقف الوزير فيلدكامب وزملاؤه يجسد القيم الإنسانية ورسالة قوية لضرورة التحرّك لوقف العدوان الفاشي

كتب – محمد السيد راشد

قدّم جميع أعضاء الحكومة الهولندية من حزب “العقد الاجتماعي الجديد” استقالة جماعية من حكومة تصريف الأعمال، وذلك بعد يوم واحد من استقالة وزير الخارجية كاسبار فيلدكامب الذي أعلن تنحيه احتجاجاً على رفض بلاده فرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي جراء عدوانه المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023.

وذكرت قناة “إن أو إس” الهولندية أن الاستقالات شملت نائب رئيس الوزراء بالإنابة، ووزيري الداخلية والتعليم بالإنابة، ووزير الصحة بالإنابة، إضافة إلى أربعة وزراء آخرين، وجاء القرار تضامناً مع الوزير المستقيل ورفضاً لغياب الإجماع الحكومي حول فرض عقوبات على إسرائيل بسبب حرب الإبادة والتجويع في غزة.

خلافات داخل مجلس الوزراء

كان الوزير فيلدكامب قد صرّح سابقاً بأن الحكومة لا تدعم اتخاذ “إجراءات إضافية ذات أهمية” ضد إسرائيل على خلفية الحرب في غزة وخططها الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، مؤكداً أنه واجه مقاومة داخل مجلس الوزراء حالت دون تبني مواقف أكثر حزماً.

انتقادات من حزب الشعب

من جانبه، انتقد حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية الاستقالات الجماعية، واعتبرها “تصرفاً غير مسؤول”، قائلاً:

“بينما كانت المناقشات داخل مجلس الوزراء لا تزال جارية لاتخاذ إجراءات فعالة ضد حكومة نتنياهو، انسحب وزراء حزب العقد الاجتماعي الجديد بشكل مفاجئ، مما يضعف حكومة تصريف الأعمال ويترك خلفه الفوضى”.

تداعيات سياسية أوروبية

انهارت الحكومة الهولندية بالفعل في 3 يونيو الماضي، ومن المتوقع أن تبقى حكومة تصريف الأعمال حتى تشكيل حكومة ائتلافية جديدة عقب الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل، وهو أمر قد يستغرق شهوراً.
وتعكس هذه الاستقالات تصاعد الانقسام داخل الأوساط السياسية الأوروبية تجاه السياسات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية، كما تكشف التأثير المتنامي للاحتجاجات الشعبية الأوروبية المتضامنة مع فلسطين، والتي باتت تضغط على الأحزاب الحاكمة خوفاً من فقدان التأييد الشعبي.

حماس ترحّب بالموقف الهولندي

رحّبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باستقالات الوزراء، ووصفتها بأنها “موقف شجاع وأخلاقي”، مؤكدة أن ما قام به الوزير فيلدكامب وزملاؤه يجسد القيم الإنسانية ويمثل رسالة قوية لضرورة التحرّك لوقف العدوان الفاشي على المدنيين في غزة.

وأضافت الحركة في بيانها أن إعلان الأمم المتحدة عن تفشّي المجاعة في القطاع “يفرض على أصحاب الضمائر الحية تكثيف الجهود لمقاطعة الاحتلال ومعاقبته، والضغط عليه لوقف جريمة الإبادة والتجويع المستمرة بحق الشعب الفلسطيني”.