رأى المواطن

الأمانة..

قصة أعجبتنى
كان يوم جمعة، استيقظت على ألم شديد في رأسي وظهري وتقريباً كل جسمي، لم تفلح المسكنات في تخفيفه فاضطررت للذهاب إلى أقرب مستشفى لأن معظم العيادات لا تعمل يوم الجمعة، وانتظرت دوري، ويبدو أن الصداع في ذلك اليوم كان منتشًرا فالمرضى كانوا أكثر مما كنت أتخيل وعندما جاء دوري ودخلت للطبيب تنفست الصعداء وقلت الحمد لله لقد أصبحت الآن أمام الطبيب لأشرح له كل ما أشعر به ويفحصني لأعرف، ما هذه الآلام الغريبة التي لم تحدث لي من قبل. ولكن كانت المفاجأة..!!
فالطبيب يبدو أنه كان عنده نفس الدور فقد كان متعبًا أو مهمومًا سمعته يقول لزميلة له في التليفون إنـه يتحمل من العمل فوق طاقته.. والمهم أن مقابلتي معه انتهت سريعًا، وخرجت وأنا أحدث نفسي هل فعلاً كشف علي بأمانة بهذه السرعة؟ هل استطاع أن يشخص مرضى تشخيصًا صحيحًا مع انه لم يسمع مني كل شيء؟ وبصراحة خرجت وأنا أشك فيما كتبه لي من علاج!! فقد يكون معذوراً فقد بدا عليه التعب أكثر مني.. ولكن ما ذنبي أنا وبقية المرضى.. فكل منا وضع نفسه أمانة بين يديه.
ولا أخفي عليكم أني بعد عودتي إلى المنزل جلست أفكر مع نفسي طويلًا. فأنا اعمل معلمًا٠٠٠ أفكر كيف أن تعليم الطالب أمانة أنا مسئول عنها ..
الأهم من ذلك كيف أن إضافة جهدي لمجهود الطالب أمانة بين يدي فأنا الذي امتحنه و أقيمه ، فقد تذكرت كيف أن درجه واحدة تؤثر في مستقبل الطالب فإما ترفعه أو تبخسه، و تذكرت أن الله عز و جل سوف يحاسبني على هذه الدرجة ، كما تذكرت حديث عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال “:” القتل فى سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة ..
قال :يؤتى بالعبد يوم القيامة و إن قتل فى سبيل الله فيقال أد أمانتك ! فيقول : أي رب ، كيف و قد ذهبت الدنيا ؟ فيقال : انطلقوا به إلى الهاوية . و تمثل له أمانته كهيئتها يوم دفعت إليه، فيراها فيعرفها، فيهوي في أثرها حتى يدركها فيحملها على منكبيه، فهو يهوي في أثرها أبد الآبدين ، ثم قال الصلاة أمانة ، و الوضوء أمانة ، والوزن أمانة ، والكيل أمانة ، وأشياء عديدة ، وأشد من ذلك الودائع .
مختارة من صفحة ا.د/نادية حجازى نعمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.