كشف الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إن قوات الأمن في جنوب السودان أعدمت مدنيين واغتصبت نساء وفتيات بشكل جماعي أثناء وبعد القتال العنيف الذي اندلع الشهر الماضي في العاصمة جوبا.
ودعا الأمير زيد حكومة الرئيس سلفا كير لمحاكمة الجناة وحث القوى الدولية على اتخاذ “إجراءات عاجلة” لوقف العنف في البلاد.
وقال في بيان “لقي بعض المدنيين حتفهم في تبادل إطلاق النار بين القوات المتحاربة لكن وردت تقارير عن إعدام آخرين دون محاكمة على يد جنود الحكومة (الجيش الشعبي لتحرير السودان) والذين يبدو أنهم استهدفوا أبناء قبيلة النوير على وجه التحديد”.
ونقلا عن التحقيق الذي أعده مكتبه تطرق المفوض السامي إلى حادثتين منفصلتين على وجه الخصوص وقعتا في 11 يوليو عندما اعتقل أفراد من القوات الحكومية ثمانية مدنيين من قبيلة النوير خلال مداهمات لمنازل في منطقة مونوكي في جوبا واقتادوهم إلى فندقين قريبين “حيث قتلوا أربعة منهم بالرصاص”.
وفي اليوم ذاته اقتحم جنود الحكومة فندقا آخر حيث قتلوا بالرصاص صحفيا من نفس القبيلة.
وأشار المفوض السامي إلى أن الأمم المتحدة وثقت مقتل 73 مدنيا على الأقل حتى الآن لكن يعتقد أن حصيلة الضحايا من المدنيين قد تكون “أعلى بكثير”.
ومضى في القول “أدى القتال أيضا إلى أعمال عنف جنسية على نطاق واسع كالاغتصاب والاغتصاب الجماعي على يد جنود في زيهم العسكري ورجال يرتدون ملابس مدنية” مشيرا إلى أن النوير والدينكا والنساء من الولايات الاستوائية الثلاث كن جميعا مستهدفات إلى جانب المواطنين الأجانب.
وأضاف أن ما لا يقل عن 217 حالة عنف جنسي سجلت في جوبا خلال الفترة بين 8 و25 يوليو.
وتابع “وفي بعض المناطق تعرضت النساء من مختلف الجماعات العرقية إلى الاغتصاب على يد شبان مدججين بالسلاح يعتقد أنهم ينتمون إلى الجيش الشعبي لتحرير السودان/فصيل المعارضة.
“وفقا للمعلومات التي جمعناها حتى الآن فإن النساء والفتيات النازحات من النوير كن الأكثر عرضة (للاعتداءات الجنسية) ويبدو أن معظم المسؤولين عن هذا الأمر ينتمون إلى القوات الحكومية.”