الإبداع الشعبي

بقلم / الفنان أمير وهيب
الإبداع مشهور كنشاط مصاحب للفن ، لأن مجال الفن مسلط عليه الضوء على مدار ٢٤ ساعة من الإعلام ، فالافلام السنيمائية و الأغاني و المسلسلات و غيره و اخبار الممثلين و المطربين هي مادة أساسية للتداول جماهيريا. ولكن ، في حقيقة الأمر ، الابداع موجود في كل المجالات ، و أي انسان يمكنه أن يبدع في مجاله ، مهما كان بسيطا.
الإبداع هو نشاط ذهني يترتب عليه فعل ، هذا الفعل يختلف في مضمونه و يتنوع في أشكاله.
انظر لهذا الفكهاني وكيف قام بترصيص البرتقال ، هذا الفعل هو في حقيقة الأمر فعل ابداع.
انظر إلي الصورة الأخرى وكيف قام بائع الترمس بصنع هذا الشئ لتعبئة الترمس و المعروف ب القرطاس و كيف قام بتنسيقهم و عرضهم داخل بعضهم بالمئات ، هذا هو الإبداع.
و الأمثلة عديدة والصور متوفرة من عربية البطاطا والمحمصات والفول و غيره.
وهذا دليل قاطع على أن الإبداع هو فعل ينتج من رحم الثقة في النفس و بمنتهى الطبيعية دون التقيد بأي قيود بهدف خدمة أفكاره وتسويق أعماله وخدمة الناس.
لذلك اقترح واكرر ، خاصة لفئة المتعلمين الذين يقتبسوا بالنقل من الإبداع الغربي بالتوقف عن الاقتباس من الخارج . فمن كثرة الاقتباس شرقا وغربا أصبح المصري المتعلم عاجز عن الإبداع في حين ان المصري المتواضع يتفوق ويكتسح في إبداعه.
لا يوجد في مصر حاليا نموذج ابداع ، من فئة المتعلمين ، يمكن أن يذكر في منافسة على المستوى الدولي ، الا من عدد بسيط جدا ، في حين ان المبدعين من المتواضعين عددهم أكثر.
الإبداع الشعبي المصري اصلي ومتميز و غير منقول أو مقتبس من نموذج غربي و هذا الإبداع في حد ذاته مادة فنية مصرية أصيلة.
لذلك ، دون مبالغة ، اطالب وزارة الثقافة المصرية بتنسيق مهرجان دولي بعنوان ” الأبداع الشعبي ” تقوم من خلاله بدعوة كل هذا النوع من الإبداع من دول عديدة و دعوة وكالات الأنباء العالمية للتغطية الإعلامية للحدث مما يحفز المبدعين المتعلمين في مصر على الانطلاق في ابداعهم بثقة و حرية في الاعتماد على ذاتهم في إبداعهم متحررين من التقيد من النقل و الاقتباس من النموذج الغربي.
و لازلت اكرر و اطالب بتأسيس ” هيئة تنشيط الإبداع المصري “.
مصر لن تتقدم الا بابداع أبنائها ، فإذا كان أبنائها المتعلمين غير قادرين فيمكننا الاعتماد على المتواضعين الأكثر ابداع.
أمير وهيب
كاتب وفنان تشكيلي مصري عالمي