احدث الاخبار

الاحتلال يمنع دخول المساعدات ويتعمد التجويع: 14% فقط من الإغاثة وصلت غزة خلال 8 أيام

أطفال غزة.. ضحايا المجاعة والإبادة الجماعية

تقرير يكتبه  – محمد السيد راشد

كشف المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي سمحت بدخول 14% فقط من المساعدات الإنسانية المطلوبة خلال 8 أيام فقط، في ظل حصار خانق وممنهج، وصفه المكتب بـ”هندسة الفوضى والتجويع” الرامية لتفكيك المجتمع الفلسطيني وتجويع أطفاله.

وقال المكتب، في بيان عبر قناته على “تليجرام”، إن الاحتلال سمح، منذ 27 يوليو وحتى 4 أغسطس، بدخول 674 شاحنة إغاثة فقط من أصل 4800 شاحنة كان من المفترض إدخالها لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية، في وقت تُقدّر فيه حاجة القطاع اليومية بـ600 شاحنة.

وأضاف أن الاحتلال لا يكتفي بمنع إدخال الشاحنات، بل يترك من تُسمح لهم بالوصول عرضة للنهب والسطو نتيجة الفوضى الأمنية المتعمدة في محيط نقاط التوزيع، في سياسة وصفها البيان بأنها تندرج ضمن ما يسمى بـ”هندسة الفوضى والتجويع”.


تزايد ضحايا المجاعة والإبادة الجماعية

 

في سياق متصل، حذّر المركز الفلسطيني للإعلام من كارثة إنسانية متفاقمة تهدد حياة أكثر من مليون طفل فلسطيني في قطاع غزة، بفعل المجاعة المتواصلة والانهيار الكامل في المنظومة الصحية والخدمية منذ بدء العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023.

وقال المركز إن قطاع غزة تحوّل إلى “سجن مفتوح” يعاني سكانه من الجوع، الفقر، والحرمان التام من الغذاء والدواء والوقود، بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ عام 2007، والذي تصاعد بشكل غير مسبوق خلال الحرب الحالية.

وأشار التقرير إلى أن الأزمة الحالية ليست فقط غذائية، بل تشمل:

  • تعطل الخدمات الصحية والتعليمية

  • انهيار البنية التحتية

  • تدهور الوضع النفسي والاجتماعي للأطفال


أزمة المعابر: كرم أبو سالم نموذجًا

يعد معبر كرم أبو سالم الشريان الرئيسي لدخول الإمدادات إلى غزة، لكنه شهد إغلاقًا شبه كلي منذ منتصف عام 2024، بحسب تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA). وتراجعت نسبة دخول المواد الغذائية والدوائية عبر المعبر إلى أقل من 15%، وسط قيود أمنية إسرائيلية مفرطة عطّلت حركة البضائع بشكل شبه كامل.

ويؤكد خبراء إن الإغلاق تسبب في:

  • توقف استيراد الأغذية الطازجة والحبوب والزيوت

  • نقص حاد في الأدوية

  • شلل في تشغيل المستشفيات والمراكز الصحية والمضخات المائية


انهيار اقتصادي وفقر مدقع

بحسب تقرير برنامج الأغذية العالمي (WFP) لشهر فبراير 2025:

  • ارتفعت نسبة الفقر المدقع في غزة إلى 60%

  • انكمش الاقتصاد بنسبة تجاوزت 45% خلال عامين

  • أسعار الغذاء والدواء ارتفعت بنسبة تتراوح بين 120% و1000%

  • تجاوزت نسبة البطالة 65%

وباتت أغلب العائلات تعتمد على مساعدات لا تصل أصلًا منذ مارس 2025، إذ حوّلت إسرائيل نقاط التوزيع إلى مصائد موت، عبر مؤسسة غزة الإنسانية الموالية لها، حيث أُعدم أكثر من 1500 فلسطيني على أبوابها.


كارثة تغذوية: أطفال بلا غذاء

تشير تقارير برنامج الأغذية العالمي إلى أن أكثر من 90% من أطفال غزة يعانون من سوء تغذية حاد، ما أدى إلى:

  • نقص في السعرات الحرارية والمغذيات الأساسية

  • ظهور أمراض خطيرة مثل فقر الدم، الكواشيوركور والمارازم

  • تأخر في النمو العقلي والبدني، وضعف المناعة

ووصلت نسبة وفيات الرضع إلى معدلات مرتفعة جدًا، في ظل انعدام حليب الأطفال البديل وغياب إمكانية الرضاعة الطبيعية، بسبب سوء تغذية الأمهات.


مستشفيات عاجزة

بسبب انقطاع الوقود ونقص الإمدادات:

  • تعمل المستشفيات بأقل من 20% من طاقتها

  • تُجرى العمليات بدون تخدير أو أدوات معقمة

  • الأطفال يموتون بصمت بسبب انعدام العلاج اللازم للأمراض البسيطة والمعقدة على حد سواء


كلمة أخيرة

غزة تُحاصر، تغرق في الجوع، وتُجبر أطفالها على الصمود في مواجهة حرب ممنهجة تستهدف وجودهم وحياتهم. ومع غياب التدخل الدولي الفاعل، وغياب الضمير الإنساني، تُصبح المجاعة سلاحًا آخر يستخدمه الاحتلال في حربه الشاملة ضد السكان المدنيين في القطاع المحاصر.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى