أراء وقراءات

الباب

بقلم / الفنان أمير وهيب 

 

الملهم الثاني ، في اعمالي الفنية ، بعد الكرسي ، الذي تأملته في كيانه و شخصيته وأهميته في وظيفته ودوره في عالم العمارة وحياة الانسان ، هو الباب.

الباب في حد ذاته هو اختراع ، و الباب له وظيفة مادية و معنى فلسفي.

الباب… الحارس الصامت

* الباب له وظيفة هامة للحفاظ على الأشياء و مصدر الأمن و الامان ، الحامي ، الحارس ، كاتم الاسرار.

* و كل باب له شخصية ، و له مواصفات و له دور ، لذلك يستمد شكله من وظيفته ، ف باب الشقة يختلف عن باب الثلاجة عن باب السيارة عن باب الخزينة.

* و الباب في هيئته الكبيرة لتحديد مكان يقال ” بوابة ” كما في حالة النادي و في حالة حدود الدولة يقال بوابة أيضا.

* الباب له قفل و مفتاح.

* الباب يطبق عليه كل التطورات العلمية و التكنولوجية ، فهناك ابواب تفتح بعد كلمة سر و ابواب تفتح ببصمة اليد و أخرى ببصمة العين.

* هناك باب لها ” مقبضين ” ، مقبض من الداخل و مقبض من الخارج ، يد تقفل و يد تفتح.

أبواب القاهرة… حكايات من التاريخ

* عند التخطيط العمراني ل مدينة القاهرة الفاطمية تم تصميم ” أبواب ” ك ” حصون ” و هم ثمانية أبواب ، بواقع بابان بكل ضلع وهي : باب الفتوح وباب النصر بالسور الشمالي ، وباب البرقية وباب القراطين بالسور الشرقي ، وباب زويلة وباب الفرج بالسور الجنوبي ، وباب القنطرة وباب سعادة بالسور الغربي.

* بالإضافة لقائمة طويلة أخرى من الأبواب منها باب الحديد و باب الشعرية وباب الخلق وغيره.

الباب… دلالة فلسفية وروحية

* و الباب ، المعنى الفلسفي ، هو انه له ” دلالة ” و ” رمز ” و ” إشارة ” ، و تم استخدام كلمة ” باب ” كثيرا في ” الدين ” ، ابواب الجنة ، ابواب السماء ، في التوراة و الإنجيل و القرآن أيضا.

* يسوع المسيح يقول ” انا الباب “.

* و تم استخدام كلمة باب اجتماعيا كثيرا ، يقول على ” باب اللة ” ، و ” باب رزق ” و هناك تعبير شعبي شهير يقول ” فلان لا يطيق فلان لا من باب و لا من شباك “.

عندما يغلق باب يفتح باب اخر.

و مثل شعبي ” الباب اللي يجيلك منه الريح سده و استريح “.

الأبواب… بين الحياة والسياسة

 

* و سياسيا يقول ” طرق الأبواب ” ، ” الأبواب تحمل فرص “.

و لكن ليس معنى انك وصلت الي الباب هذا معناه ان الباب سيفتح لك ، انك تعرف الطريق لا يكفي ، هناك كلمة السر ، أو ، المفتاح.

* و كانت تجربة سخيفة ، يوما ما عدت الي المنزل و لم يكن معي المفتاح.!!!!!

* حياة الإنسان ما هي إلا  تحركات و تنقلات بين الأبواب ، و من خلالها ، في الدراسة و العمل و الترفيه والسفر.

* و حتى في السجون ، هناك ابواب ، صعب كسرها و الهروب منها.

لوحات تروي حكاية الباب

* أتأمل الأبواب القديمة ، و ما تحمله من مشاعر ، و ما سمعته و شاهدته ، و احاول ان افهم منها و لكنها ابدا لا تبوح بالأسرار ، حزينة كانت أو سعيدة.

* أول لوحة من اعمالي تم اقتنائها في متحف الفن الحديث كانت بعنوان ” بابين “.

* اما اللوحة الثانية ، في هذا المقال ، لوحة بعنوان “الباب الأخير”.

* في هذه اللوحة المشهد عبارة عن ممر مكون من ٥ غرف بها ٥ أبواب ، ٤ أبواب مفتوحة واخر باب مغلق ، هذا الباب قد ينفتح لمفاجأة رائعة.

* من التفاصيل الجميلة في هذه اللوحة ، هذه اللوحات الأربع المعلقة على طول الممر حتى الباب الأخير ، اللوحة الأولى على الجانب الأيمن ، لوحة حمراء أحادية اللون ، لرجل وامرأة.

* لدي ٢٥ لوحة عن الأبواب.

أزمة الإبداع في السينما والدراما المصرية 2

أمير وهيب

فنان تشكيلي وكاتب ومفكر 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى