التصدق يدفع البلايا
من اختيارات أ.د.نادية حجازي نعمان
يحكى أن امرأه رأت في نومها أن رجلاً من أقاربها قد لدغته أفعى سامه فقتلته !
وقد فزعتها هذه الرؤيا وأخافتها جداً ، وفي صبيحة اليوم الثاني توجهت إلى بيت ذلك الرجل وقصت عليه رؤياها ، وعبرت عن مخاوفها وطلبت منه أن ينتبه لما يدور حوله ويأخذ لنفسه الحذر !!
فنذر الرجل على نفسه أن يذبح كبشين كبيرين من الضأن نذرا لوجه الله تعالى ، عسى أن ينقذه ويكتب له السلامه من هذه الرؤيا المفزعة ..
وهكذا فعل ففي مساء ذلك اليوم ذبح رأسين كبيرين من الضأن ودعا أقاربه والناس المجاورين له وقدم لهم عشاء دسما ووزع باقي اللحم ، حتى لم يبق منه إلا ساقا واحدة ، وكان صاحب البيت لم يذق طعم الاكل ولا اللحم بسبب القلق الذي يساوره ويملأ نفسه والهموم التي تنغص عليه عيشه وتقض مضجعه .
فهو وأن كان يبتسم ويبش في وجوه الحاضرين إلا انه كان في دوامة من القلق والخوف من المجهول ، لف الرجل الساق في رغيف من الخبز ورفعها نحو فمه ليأكل منها ولكنه تذكر عجوزا من جيرانه لا تستطيع القدوم بسبب ضعفها وهرمها .
فلام نفسه قائلاً لقد نسيت تاك العجوز وستكون الساق من نصيبها فذهب إليها بنفسه وقدم لها تلك الساق، واعتذر لها لانه لم يبق عنده شيء من اللحم غير هذه القطعه ، سرت العجوز بذلك واكلت اللحم ورمت عظمه الساق ، وفي ساعات الليل جاءت حيه تدب على رائحة اللحم وأخذت تقضقض ماتبقى من الدهنيات وبقايا اللحم عن تلك العظمة ، فدخل شنكل عظم الساق في حلقها ولم تستطع الحيه التخلص منه فأخذت ترفع رأسها وتخبط العظمة على الارض وتجر نفسها إلى الوراء وتزحف محاولة تخلص نفسها ولكنها عبثا حاولت !!
فلم تجد محاولاتها شيئاً ولم تستطع التخلص ، وفي الصباح الباكر سمع ابناء الرجل حركة وتخبط وراء بيتهم فاخبروا اباهم بذلك وعندما خرج وجد الحيه على تلك الحالة وقد التصق العظم في فكها ، واوصلها زحفها الى بيته ، فقتلها ونجا منها واخبر اهله بالحادثه فتحدث الى الناس بالقصه زمنا وانتشر خبرها في كل مكان وهم يرددون ((كثرة اللقم تطرد النقم ))
اي ان كثرة التصدق بالطعام تطرد البلايا
٢٠٢١/٦/٢٦
